الرسم أداة إسقاط ما يمر به الطفل، ووسيلة للتعبير عن أفكاره ومشاعره، لذا من الممكن معرفة ما يمر به الطفل من خلال رسوماته، لكن كيف؟
نورا عودي غرابة، المعالجة العاطفية في الفنون واللعب، ومرشدة زوجية، ومحللة خطوط ورسومات، قالت في تصريحات لإذاعة الشمس، اليوم الإثنين، إنه من الممكن معرفة تفاصيل شعور طفلك، من خلال الرسم والخطوط والألوان، وإن كل رسم له دلالة، كما أن استخدامه للألوان يكون له دلالة أخرى.
كيف أفهم رسومات طفلي؟
وحول التعامل مع رسومات الأطفال، نصحت "غرابة" أولياء الأمور، بضرورة متابعة ما يرسمه الأطفال، وإن كان هناك رسمة معينة تتكرر بصورة دورية، فمثلا إذا كان يرسم جسما بلا أيدي وأرجل، أو أشخاص صغار الحجم، أو أي صورة غريبة وغير مألوفة، فكل شيء يرسمه الطفل يكون له دلالة".
وأكدت أن دور الأسرة يتمثل في فحص رسومات الطفل، ثم ملاحظة إن كان هناك تغيرات في سلوك الطفل، أو مواعيد نومه، فضلا عن الحديث معهم حول ما رسموه، ولماذا رسموه بهذا الشكل، ومحاولة استنباط مشاعرهم بصورة غير مباشرة.
وأكدت "غرابة"، أن الحالة المزاجية لها تأثير كبير على ما يرسمه الطفل، ومن الممكن أن تكون الرسمة معبرة عن فترة قصيرة في حياة الطفل، وليس شعور دائم.
الألوان أيضا قد يكون لها دلالات، بحسب الدكتورة نورا عودي غرابة، فاللون الأحمر قد يدل على غضب الطفل، والأزرق قد ينم عن المشاعر المكبوتة أو عمق في الافكار التي يمر بيها الطفل.
متى أقلق من رسومات طفلي؟
وأشارت إلى أن القلق من رسومات الأطفال، أمر طبيعي في حالات معينة مثلا، إن رسم العائلة وتجاهل أحد أفرادها، أو إن رسم صورة لشخص برأس كبيرة جدا، قد يدل هذا على أن الطفل يعتقد أن هذا الشخص له سيطرة كبيرة على حياته، وتقول "غرابة" إن هذا القلق لابد أن يزيد في حالة ما إن صاحب تلك الرسومات تغيرا في سلوكيات الطفل.
هل هناك فرق بين الأولاد والبنات في الرسم؟
تؤكد "غرابة" على وجود فروقات بين الأولاد والبنات في الرسم، فالبنات تكون مهتمة اكثر بالتفاصيل، ودرجات الألوان، أما الاولاد مشغولين بسرعة إنهاء الرسم.
وأكدت "غرابة"، أن البيئة المحيطة لها تأثير كبير على ما يرسمه الطفل، وعلى اختياره للألوان، فهناك أطفال يرسمون كثيرا باللون الأسود لأن هناك حالة حداد في المنزل، وأهل البيت يرتدون اللون الأسود، وهنا لا داعي للقلق من استخدامه لهذا اللون بكثرة.
طالع أيضًا:
كيف يمكن للفن التشكيلي والرسم أن يكون وسيلة للتعبير عن الرأي؟