يُعد التوتر من أكثر المشكلات النفسية شيوعًا في العصر الحديث، ولا يقتصر تأثيره على الحالة المزاجية فقط، بل يمتد ليشمل صحة الجسم بشكل عام.
وتشير الدراسات إلى أن التوتر المزمن قد يلعب دورًا مباشرًا في إضعاف جهاز المناعة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض، فكيف يحدث ذلك؟
كيف يؤثر التوتر على جهاز المناعة؟
عند التعرض للتوتر، يبدأ الجسم في إفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، وهي هرمونات تساعد الجسم على الاستجابة السريعة للخطر.
لكن المشكلة تظهر عندما يستمر هذا التوتر لفترات طويلة، إذ تؤدي هذه الهرمونات إلى تثبيط وظائف جهاز المناعة وتقليل قدرته على مقاومة العدوى.
وبحسب ما نقلته صحيفة الجارديان، أوضح دانيال إم ديفيس، رئيس قسم علوم الحياة في كلية إمبريال بلندن، أن التوتر ليس حالة واحدة، فقد يكون قصير الأمد مثل الشعور بالخوف أثناء مشاهدة فيلم، أو مزمنًا نتيجة أزمات طويلة مثل ضغوط العمل أو الطلاق.
الفرق بين التوتر المؤقت والتوتر المزمن
التوتر قصير الأجل
قد يسبب التوتر المؤقت تغيرًا بسيطًا في عدد خلايا المناعة بالدم، إلا أن هذا التأثير يكون عابرًا، حيث يعود الجسم إلى حالته الطبيعية خلال ساعة تقريبًا، دون ضرر صحي يُذكر.
التوتر المزمن
أما التوتر المزمن فيُعد أكثر خطورة، فعندما يستشعر الجسم تهديدًا مستمرًا، تواصل الغدد الكظرية إفراز الكورتيزول، ما يؤدي إلى:
ارتفاع ضغط الدم
تسارع ضربات القلب
ضعف كفاءة الخلايا المناعية
ويشير ديفيس إلى أن إضافة الكورتيزول للخلايا المناعية يجعلها أقل قدرة على تدمير الخلايا المريضة، مثل الخلايا السرطانية، ومع استمرار ذلك لأسابيع أو أشهر، يضعف جهاز المناعة بشكل ملحوظ.
هل يمكن تقوية المناعة عبر تقليل التوتر؟
أظهرت بعض الدراسات أن تقنيات الحد من التوتر، مثل التأمل الذهني والتاي تشي، قد تساهم في خفض مستويات الكورتيزول، ما ينعكس إيجابيًا على صحة المناعة، رغم صعوبة قياس ذلك بشكل دقيق في الواقع.
ولمتابعة كل ما يخص"عرب 48" يمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
نصائح فعالة لتخفيف التوتر ودعم المناعة
للحفاظ على صحة جهاز المناعة وتقليل آثار التوتر، ينصح الخبراء باتباع الخطوات التالية:
الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن
الحفاظ على مواعيد نوم منتظمة
ممارسة النشاط البدني بانتظام
تطبيق تمارين اليقظة الذهنية والاسترخاء
طالع أيضًا