أكدت شبكة "سي إن إن" اليوم الأربعاء أن إسرائيل استخدمت قنابل "جي بي يو-39" من طراز "سي دي بي" أميركية الصنع لقصف مخيم النازحين في رفح جنوبي قطاع غزة مساء الأحد الماضي.
وأشارت الشبكة إلى أن هذا النوع من القنابل لا ينبغي استخدامه في المنطقة المستهدفة.
ومن خلال تحليل مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، أشار خبراء في الأسلحة المتفجرة إلى أن ذيل القنبلة الأميركية، الذي يبقى بعد انفجارها، وُجد في مكان الاستهداف.
وأكد خبير في الأسلحة أن القنبلة، التي تصنعها شركة بوينغ، هي ذخيرة عالية الدقة مصممة لمهاجمة "أهداف ذات أهمية إستراتيجية"، مما يثير مخاوف كبيرة بشأن استخدامها في منطقة مكتظة بالسكان.
أوضحت الشبكة، نقلاً عن مختص آخر، أن إسرائيل كان بإمكانها استخدام طراز آخر من القنبلة ذاتها لتقليل الخسائر في حياة المدنيين، لكنها لم تفعل ذلك.
إهمال حماية المدنيين
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن ضابط أميركي متقاعد قوله إن استخدام إسرائيل لهذا النوع من القنابل يشير إلى استمرار إهمالها لحماية المدنيين.
وأشار مستشار سابق في البنتاغون ووزارة الخارجية إلى أن قرار الضربة الإسرائيلية على رفح يثير تساؤلات حول ما إذا كان الجيش الإسرائيلي قد علم بوجود خسائر بشرية محتملة أو فشل في رصد المدنيين، مما يشير إلى مشاكل محتملة في الإجراءات الاحترازية.
وأدت المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في منطقة صنفت "إنسانية آمنة" إلى مقتل 45 فلسطينياً، معظمهم من النساء والأطفال، حيث قضى أغلبهم حرقاً، فيما أصيب العشرات بحروق شديدة وحالات بتر، وسط عدم قدرة المستشفيات على تقديم العلاج اللازم.
وتسليط الضوء على تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على مخيم النازحين في رفح واستخدام القنابل الأمريكية الصنع يعكس تزايد التوترات والمخاطر في المنطقة، خاصة في ظل استهداف مناطق مأهولة بالمدنيين.
وقال المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أمس الثلاثاء إن القنابل التي استخدمها لقصف مخيم النازحين في رفح "لم تكن لتسبب هذه الحرائق الكبيرة لو لم تكن هناك مستودعات أسلحة لحماس قريبة من المكان"، قائلا إنه كان يستهدف مقاتلين في الحركة، وفق زعمه.