تخيل عالماً يموجّ بالموظفين غير السعداء، فاقدي الحافز، وذوي الإنتاجية المنخفضة.
قد تبدو هذه الصورة كخيال علمي قاتم، لكنها للأسف حقيقة واقعية يعيشها ملايين العمال حول العالم، وتُترجم هذه المشكلة إلى خطر كبير يهدد اقتصادنا العالمي.
تعاسة الموظفين تهدد 9٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي
أظهرت الدراسات الحديثة أن تعاسة الموظفين يمكن أن تُقلّص الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة هائلة تصل إلى 9%.
ويمثل ذلك خسائر فادحة تقدر بتريليونات الدولارات في الإنتاجية، والابتكار، ورضا العملاء.
وأشارت هذه الدراسة إلى أن تعاسة الموظفين تشكل تهديدا كبيرا للاقتصاد العالمي.
حيث يمكن أن تؤدي المشاعر السلبية ونقص الرفاهية بينهم إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تصل إلى 9 بالمئة.
ووفقا لتقرير "معهد غالوب الأميركي"، فإن انخفاض مشاركة الموظفين يكلف الاقتصاد العالمي حوالي 8.9 تريليون دولار.
تفاصيل الدراسة ونتائجها
الدراسة استندت إلى استطلاع عالمي شمل قرابة 130 ألف موظف في أكثر من 140 دولة.
وكشفت أن حوالي 20 بالمئة من الموظفين يشعرون بالوحدة أو الغضب أو الحزن يوميا، و41 بالمئة منهم يعانون من التوتر.
بينما يشعر 31 بالمئة منهم بالانفصال عن عملهم، ما يعزز من مشاعر الوحدة.
التقرير يبرز أن الموظفين الذين يستمتعون بعملهم ويتمتعون بعلاقات جيدة في العمل يظهرون تفاؤلا في حياتهم.
في حين يعاني الذين لا يحبون وظائفهم من مستويات عالية من التوتر والقلق.
كما أشارت الدراسة إلى أن المشاركة الفعّالة والانخراط في العمل يعززان الصحة النفسية والأداء والابتكار، مما يسهم في تعزيز الأداء الاقتصادي للمؤسسات.
هذه النتائج تؤكد ضرورة التفكير في تحسين رفاهية الموظفين للحفاظ على صحة الاقتصاد العالمي بشكل مستدام.
آثار ارتفاع معدلات التوتر والاكتئاب على الشركات
ارتفع بشكل ملحوظ نسب التوتر والاكتئاب، ووفقًا لتقرير نشرته مجلة "فوربس" في عام 2023، حيث ارتفع معدل التوتر بنسبة 25%، وهو رقم يدعو للقلق بالفعل.
دراسة أخرى أوضحت أن مستويات التوتر ومشاعر الحزن بين الموظفين ارتفعت بنسبة 40% خلال العامين الماضيين.
وهذا الارتفاع يعكس واقعًا خطيرًا، مما دفع الشركات إلى اعتبار العناية بالصحة النفسية جزءًا لا يتجزأ من رؤيتها ورسالتها.
ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية للموظفين
لم يعد الاهتمام بالصحة النفسية خيارًا إضافيًا، بل أصبح شرطًا أساسيًا نظرًا للتزايد المقلق في مستويات التوتر والاكتئاب بين الموظفين.
وهذه الظاهرة لا تؤثر فقط على الاقتصاد بشكل سلبي، بل تؤثر أيضًا على إنتاجية الشركات بشكل حاد.
طالع أيضًا