الحرب على غزة
Shutterstock- Anas-Mohammed

خطر صحي متزايد: الأطفال في غزة يواجهون أمراض جلدية خطيرة

يعاني أطفال قطاع غزة أوضاع وظروف صحية صعبة، جراء الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، بجانب استشهاد الآلاف من الأطفال ووجود المئات منهم تحت الأنقاض حتي الآن.


وقالت وفاء علوان مواطنة فلسطينية، وأم لسبعة أطفال من غزة، إن طفلها يعاني من طفح جلدي أصيب به أفقده القدرة علي النوم والراحة، كباقي الأطفال في دير البلح وسط القطاع، جراء الإزدحام الشديد وقلة المياه مما أدي لسوء النظافة وانتشار الأوبئة.


وتابعت علوان في تصريحات لوكالة "فرانس برس": "ابني لا يستطيع النوم طوال الليل، لأنه لا يتوقف عن حك جسده"، علي حد تعبيرها.


وأشارت علوان إلي أن طفلها لم يتجاوز الخمس سنوات، وتنتشر بقع بيضاء وحمراء على قدميه وساقيه وبطنه وظهره، ونجل علوان ليس الوحيد في المنطقة الذي يعاني من أمراض جلدية منها الجرب، الجدري، القمل، والقوباء وغيرها وفقا لشهود عيان ومصادر طبية.


وأضافت علوان أن الأرض الرملية المقام فوقها خيمتها يخرج دود منها أثناء نومهم، مشيرا إلي أن آلاف العائلات تتكدس على رقعة رملية بالقرب من مدينة دير البلح.


وتابعت علوان: "لم نعد نحمم أطفالنا كالسابق، مواد النظافة والتعقيم غير متوافرة للاستحمام أو غسل الملابس وتنظيف المكان، وحتى لو أردنا تحميم الأطفال، فالملابس غير متوافرة لتغييرها، والدواء كذلك غير متوافر".


وأوضحت علوان أنه جراء تلك العوامل ونقص الخدمات بدأت الأمراض في نهش جسد أطفالنا، مشيرة إلى أنها أخذت طفلها إلى البحر حتى يشفى جسمه من البثور.


وأضافت علوان أن البحر الأبيض المتوسط أصبح مصب لمياه المجارى، متابعة "حتى النفايات والفوط الصحية يلقونها في البحر، لم يعد البحر يصلح للسباحة، والرائحة كريهة".


وقالت علوان: "أصبحت أخاف أن أصل إلى هناك، بسبب وجود حشرات تدخل إلى العيون".


الصحة العالمية: 96.417 إصابة بالجرب والقمل في غزة منذ بداية الحرب


من جانبها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، عن وجود 96.417 إصابة بالجرب والقمل في قطاع غزة منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر، و9274 حالة جدري ماء، و60.130 حالة طفح جلدي، و10.038 حالة قوباء.


كما ذكرت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا، أن عدد النازحين في قطاع غزة وصل حتى مارس الماضي لـ 1.9 مليون، ومن المرجح أن يكون العدد ازداد بسبب استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.


فيما قال الطبيب الصيدلي سامي حميد مدير وحدة صحية مؤقتة أسسها متطوعين من الكادر الصحي الفلسطيني بجهد شخصي بمخيم النخيل في دير البلح، ينتشر الجرب وجدري الماء والريقان بشكل خاص.


في الوحدة الطبية لدى حميد، يمكن رؤية بثور وقشور على أيدي فتيان في المكان وأقدامهم وظهورهم وبطونهم.


كما قام حميد بفرك أجساد الأطفال بغسول الكالامين، لتهدئة أجسادهم وتخفيف الحكة، نظرا لنقص الأدوية، موضحا أن الأمراض الجلدية سببها الطقس الحار ونقص المياه النظيفة بشكل خاص، مضيفا أن تأثيرها كارثي خصوصا على الأطفال، مشيرا إلي أن الوحدة تستقبل يوميا مائة مريض.


وقال حميد: "المراحيض ومجاري تصريف المياه هنا بدائية تسير بين الخيم، وتؤدي إلى انتشار الأوبئة"، وفقا لفرانس برس.


وأوضح حميد أن فريقه زار مؤخرا مدرسة مؤقتة يعاني فيها 24 من أصل 150 طالبا، من الجرب.


أطباء بلا حدود: الطقس الحار يزيد من العرق وتراكم الأوساخ التي تسبب الطفح الجلدي والحساسية


وفي السياق ذاته، قال المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في غزة، محمد أبو مغيصيب، الأطفال معرضون للخطر لأنهم يلعبون في الخارج، ويلمسون أي شيء، ويأكلون أي شيء دون غسله.


وأوضح مغيصيب أن الطقس الحار يزيد من العرق وتراكم الأوساخ التي تسبب الطفح الجلدي والحساسية، والتي إذا تمّ خدشها تؤدي إلى الالتهابات.


وأعرب مغيصيب عن قلق أطباء بلا حدود، من ظهور أمراض جلدية أخرى مثل داء الليشمانيات الذي يمكن أن يكون قاتلا، موضحا أن أطفال قطاع غزة هم بالفعل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وأجهزتهم المناعية معرضة للخطر بسبب سوء التغذية.


وقالت علا القلى معلمة في إحدى مدارس خيام النازحين، في ظل انقطاع الماء وندرتها، أصيب بعض التلاميذ بعدوى جلدية، وانتقلت الالتهابات بينهم.


وحذرت الصحة العالمية من انتشار أمراض أخرى في مخيمات النازحين تنتج عن شح النظافة.


وقالت الصحة العالمية، إنه تم التبليغ عن 485 ألف حالة إسهال بسبب تفاقم سوء التغذية.


طالع أيضا:

الجبهة الشمالية| مقتل قائد عسكري بحزب الله في غارة إسرائيلية على صور

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.