يعد الابتكار في مجال الطب والجراحة أساسيًا لتحسين جودة حياة المرضى، خاصةً كبار السن الذين يعانون من إصابات مؤلمة تؤثر على حركتهم وحياتهم اليومية.
ومن بين هذه الإصابات تمثل "إصابات الكفة المدورة"، التي تؤثر على ملايين الأشخاص سنويًا، تحديًا كبيرًا للطب الحديث.
وفي خطوة ثورية، أعلن باحثون من جامعة كولومبيا عن تقدم استثنائي باستخدام تقنية مستوحاة من أسنان الثعابين لتحسين عمليات إصلاح الكفة المدورة.
وهذا الابتكار ليس فقط لتعزيز فعالية الإصلاحات الجراحية، بل يفتح أيضًا أفاقًا جديدة لرعاية صحية متقدمة ومخصصة، تلبي احتياجات كل مريض بشكل دقيق وفعال.
الكفة المدورة: التحديات والضرورة للابتكار
الكفة المدورة، تشكل مجموعة حيوية من الأوتار والعضلات تساعد على تثبيت مفصل الكتف، وتسهم في حركة الذراع.
وأظهر الجهاز الجديد، الذي تم نشر تفاصيله في مجلة "ساينس أدفانسيس"، قدرة استثنائية على زيادة فعالية عمليات إصلاح الكفة المدورة، حيث يمكنه مضاعفة قوة الإصلاح تقريبًا.
وقاد البحث الدكتور ستافروس ثوموبولوس، خبير في جراحة العظام والهندسة الطبية الحيوية.
تقنية مستوحاة من أسنان الثعابين لإصلاح الكفة المدورة
استوحى الفريق تصميم الجهاز من بنية أسنان الثعابين، التي تتمتع بقدرة فريدة على الإمساك بالأنسجة بدقة، دون تلفها.
نتج عن هذا التصميم جهاز يمكنه إعادة ربط الأوتار بالعظام بشكل آمن، مما يعزز بشكل كبير نجاح عمليات الإصلاح.
وقال الدكتور توموبولوس: "مع تقدمنا في العمر، يعاني أكثر من نصف الأشخاص من تمزقات في الكفة المدورة، مما يؤدي إلى ألم شديد وتقليل في حركة الكتف".
وأضاف: "يمكن لهذا الجهاز الجديد أن يحسن بشكل كبير من نتائج جراحات الكفة المدورة، ويعزز من حياة المرضى بشكل عام".
وتُعد إصابات الكفة المدورة من أكثر الإصابات شيوعًا بين الأوتار، وتؤثر على أكثر من 17 مليون شخص سنويًا في الولايات المتحدة وحدها.
وبينما تتزايد هذه الإصابات مع التقدم في العمر، يعاني أكثر من 40% من الأشخاص فوق سن 65 من تمزقات في الكفة المدورة.
تطورات في تصميم الأجهزة الطبية
على الرغم من التقنيات الجراحية المتقدمة، فإن معدلات الفشل لا تزال مرتفعة، خاصة بين المرضى كبار السن الذين يعانون من حالات تمزق شديدة.
ويهدف الجهاز الجديد إلى التغلب على هذه التحديات، من خلال تقليل مخاطر الفشل في الإصلاح وتعزيز نتائجه السريرية.
وتضمن فريق البحث، بقيادة الدكتور ثوموبولوس، إدن كورتالياج، استخدام أحدث التقنيات في الطباعة ثلاثية الأبعاد واختبارات الجثث، لتطوير تصميم يناسب تشريح كل مريض بشكل فردي.
تأثيرات تقنية الجهاز على مستقبل جراحة العظام
يتميز الجهاز النهائي بأسنان صغيرة متوافقة بيولوجيًا فوق قاعدة منحنية يمكن تخصيصها، مما يسمح للأطباء بتطبيق الجراحة بدون تعديلات كبيرة على الإجراءات الحالية.
ويعمل الفريق حاليًا على تطوير نسخة تُمتص بشكل طبيعي من الجهاز، مما يزيد من فعالية تطبيقه السريري، ويستعدون لعقد اجتماع مع إدارة الغذاء والدواء لتسهيل إدخال الجهاز إلى السوق.
هذه الابتكارات تمثل خطوة كبيرة نحو تحسين رعاية المرضى وتقديم حلول فعالة للمشاكل الطبية المعقدة.
طالع أيضًا
بين الواقع والتحذير| أخطر 10 أماكن بالعالم لا تغامر في زيارتها