تصدر تحالف اليسار "الجبهة الشعبية الجديدة"، التقديرات الأولية لنتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في فرنسا، متقدما على معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون "معا"، فيما اكتفى اليمين المتطرف، الذي تصدر الجولة الأولى، بالمركز الثالث.
في هذا السياق وحول نتائج الانتخابات الفرنسية، قال طارق وهبة، الباحث في العلاقات الدولية، لبرنامج "أول خبر" عبر إذاعة الشمس، إن شبح اليمين المتطرف انتهى في فرنسا في المرحلة الحالية، لكن هذا الحزب سيظل قويا وسيبقى في الدوائر السياسية الأقوى.
كيف خسر اليمين المتطرف في فرنسا رغم التقدم بالجولة الأولى؟
أوضح وهبة، أن الانتخابات الفرنسية تُقام بنظام دوائر أغلبية، وعلى دورتين؛ وفي خلال الدورة الأولى انتقل عدد كبير مما يطلق عليهم "الثلاثيات"، في 307 دوائر، مبيّنا أنه في هذه الدوائر قُرر ما يسمى بنظام القوس الجمهوري.
ويعني هذا النظام إمكانية أن ينسحب المرشح الثالث لصالح المرشح الأول أو الثاني، موضحا أن الأحزاب استغلت هذه الطريقة لإقصاء مرشحي حزب اليمين، فيما يُعرف بعملية "تشجير الأصوات" لصالح حزب معين بشكل متفق عليه.
كما اعتبر الباحث في العلاقات الدولية، أن الناخب الفرنسي كان له دور كبير في إقصاء اليمين المتطرف، حيث أنه "ناخب سيادي"، مؤكدا أن الفرنسيين أخذوا على عاتقهم عدم وصول اليمين المتطرف للحكم، رغم أن لا أحد توقع وصول اليسار الفرنسي بأغلبية.
وأشار إلى أن صورة فرنسا عالميا تقهقرت عندما سمع العالم أن فرنسا أصبحت دولة عنصرية بوصول اليمين المتطرف العنصري.
دور الجالية العربية والأقليات في نتائج الانتخابات الفرنسية
وعن دور الجاليات العربية والأقليات في الانتخابات قال وهبة إن أحد مشاريع اليمين المتطرف، كان هو التمييز بين صاحب الجنسية والجنسيتين من الفرنسيين، حيث لم يكن ليٌسمح لهؤلاء بأن يكونوا في الادارة العامة أو يعملوا في مواقع حساسة.
وأضاف أن عدد كبير من هؤلاء ذهب للتصويت ضد اليمين المتطرف، خاصة في المنطقة 93 التي يسكن بها عدد كبير من الفرنسيين من أصول أجنبية.
كما أشار إلى سقوط النائب مائير حبيب، الذي يعتبر صديقا لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، بالدائرة 11 في الانتخابات.
هل يسعى اليسار الفرنسي للاعتراف بدولة فلسطينية؟
وهبة أوضح أن التوجهات الفرنسية الآن، تشير إلى رغبة عدد كبير من أحزاب اليسار في الاعتراف بفلسطين، متوقعا أن هذا سيحدث ولكن "ليس الآن"، حيث أن القرار له علاقة بمجلس النواب، وبموقف الرئيس ماكرون، الذي سبق أن قال، متحدثا عن الاعتراف بفلسطين: "يجب أن ننظر في هذا الموضوع".
طالع أيضا
نتائج مفاجئة..تحالف اليسار يتصدر الانتخابات التشريعية الفرنسية وأقصى اليمين يحل ثالثاً
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.