كشف عدد من أهالي غزة في حوار مع موقع الشمس، عن آخر تطورات الأوضاع المعيشية بالتزامن مع استمرار القصف.
نعيش أوضاع معيشية صعبة بدون مقومات للحياة، لا توجد مياه صالحة للشرب أو حتي للنظافة، خيامنا تحولت لأفران بسبب شدة الحرارة، بتلك الكلمات بدأ سامح أبو دية مواطن من شمال قطاع غزة، نزح أكثر من 10 مرات منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، ومتواجد حاليا في مدينة خانيونس حديثه لموقع الشمس، كاشفا عن الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها أهالي غزة.
وفاة 26 طفل جراء سوء التغذية
يقول أبو دية في حواره لموقع الشمس: "الأوضاع المعيشية لازالت صعبة بل تزداد صعوبة، وهي أصعب بكثير من قبل، ففي الشمال هناك مجاعة حقيقية راح ضحيتها أكثر من 34 شخص بينهم 26 طفل جراء سوء التغذية، وعدم توافر السلع والخدمات التي منعت قوات الجيش الإسرائيلي إدخالها من 3 أشهر، بجانب استمرار القصف بشكل أكبر من أي وقت مضي بكل مناطق القطاع، واخرها استهداف مراكز النزوح والمدارس التابعة لوكالة الأونروا، مما أدي لإرتقاء العشرات حتي الان".
أبو دية: انعدام مياه الشرب الأزمة الأخطر
وأضاف أبو دية أن أصعب ما يواجه الأهالي في غزة حاليا هو انعدام مياه الشرب، وإن وجدت تكون بكميات قليلة جدا مقارنة بأعداد الأهالي والنازحين، خاصة مع حالة التكدس الكبيرة التي تشهدها خانيونس ودير البلح، مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، ازدياد الطلب علي المياه، مشيرا إلي أن الأهالي لجأوا لمياه البحر المالحة للنظافة الشخصية علي الرغم من أنها غير صالحة لذلك أيضا بسبب تلوثها.
وأشار أبو دية إلي الأطفال يقضوا يومهم بالكامل في التنقل بالشوارع بحثا عن مياه صالحة للشرب، متابعا "أزمة المياه الحالية يعاني منها الكبير والصغير وخاصة الأطفال فهم لا يتحملون العطش وخاصة مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، مؤكدا أنها أزمة مفتعلة من قبل السلطات الإسرائيلية التي قللت دخول كميات المياه للقطاع بجانب ضرب البنية التحتية لشبكات المياه ومحطات التحلية للضغط علي الأهالي وفصائل المقاومة لقبول مقترح الهدنة والصفقة القادمة لوقف إطلاق النار".
وأوضح أبو دية أن هناك أزمة أخري وهي نقص مواد النظافة المنزلية والنظافة الشخصية وحتي الملابس والأحذية، مشيرا إلي أن الأوضاع الصحية الناتجة عن قلة النظافة خطيرة للغاية، بسبب التكدس وانتشار أطنان النفايات والقمامة في الشوارع وبين الخيام، بجانب انتشار مياه الصرف الصحي في الشوارع، أسفرت عن انتشار الأوبئة والأمراض بين النازحين.
وناشد أبو دية كافة الأطراف والدول لحل أزمة مياه الشرب، وإدخال مواد النظافة والسلع الهامة والضرورية للمواطنين والنازحين في قطاع غزة.
الصوري: أحياء كانت عامرة أصبحت مأوي للحيوانات الضالة
من جانبه، قال رامز الصوري مواطن من حي الشجاعية شمال قطاع غزة فقط أطفاله الثلاثة و19 اخرين من أفراد عائلته: "ما زال شمال قطاع غزة يعاني من الدمار والانتهاكات المتكررة من قبل قوات الجيش الإسرائيلي التي لا تفرق بين طفل أو امرأة أوشيخ.
وأضاف الصوري في حواره مع موقع الشمس، أن أحياء سكنية كاملة كانت عامرة بالحياة تحولت لمأوي للكلاب والحيوانات الضالة.
وأوضح الصوري أن هناك حرب أخري يعيشها أهالي غزة جانب القصف والدمار، وهي حرب الطمع والجشع واستغلال تجار الحروب، ومع استمرار الاقتتال في حي الشجاعية يمارسون تجارتهم المحرمة شرعا من استغلال حاجة الناس للمواد الغذائية، ورفع أسعار السلع والمواد الغذائية، وسط نقص السيولة المادية نظرا لفقدان 90% من أهالي غزة لعملهم بسبب الحرب.
بقاء محطة واحدة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية
وأضاف الصوري أن هناك أزمة أخري في مدينة غزة، وهي انتشار الأوبئة والأمراض وانتشار المياه الملوثة التي لا يجب أن تستهلك مباشرة وذلك لاحتياجها للمعالجة قبل شربها، مشيرا إلي أن هناك محطة واحدة الان في القطاع تعمل في تحلية المياه لاستخدامها للشرب بالاستعانة بالطاقة الشمسية.
وأشار الصوري إلي أن القصف مستمر علي مدار الساعة لكل مناطق شمال غزة، وأيضا الجنوب والمحافظات الوسطي، بشكل عنيف.
واختتم الصوري تصريحاته قائلا: "أقف في صدام داخلي على ما نحن علية اليوم من القتل المتعمد للطفولة حيث أصبحت أرواحهم تنادي بأي حق قد قتلت الا يكفي العالم صامت لا بل متقاعس كأن غزة من خارج الكوكب و نحن كائنات فضائية يجب قتلها وتهجيرها لا يسعني الا بالقول أن من أراد أن ينصر غزة ليس بالمال وليس بالغذاء أيضا بل بكل كلمة صريحة بوقف الحرب التي لا تعرف كلمة سلام أو أمن بل ما تعرفة هو طحن لكل شئ، وهنا أوجه ندائي المتكرر باعتبار شمال غزة ومدنها وأحيائها وأزقتها مناطق منكوبة يسمح لكل المنظمات الإغاثية الدولية العمل ببرامجها الداعمة لأهل غزة النازحين والصابرين و المرابطين في أرضها".
اقرأ أيضا
الجنرال إسحاق بريك: فشل صفقة الأسرى "كإسقاط قنبلة ذرية على البلاد"