تشكل عواصف البروتون، المتفاجئة والقوية، جزءاً لا يتجزأ من تأثيرات التوهجات الشمسية على كوكب الأرض.
ولكن ماذا لو تزامنت هذه العواصف الفتاكة مع ضعف في درعنا الواقي، "المجال المغناطيسي" الذي يحمينا من أشد الأضرار؟
في هذه الظروف، تبرز عواقب وخيمة قد تطال صحتنا، تطورنا البيولوجي، وحتى مناخ كوكبنا على المدى الطويل.
دعونا نستكشف سوياً كيف تؤثر عواصف البروتون في ظل ضعف المجال المغناطيسي، وماذا يمكن أن تعني هذه الظواهر المرتبطة بالطبيعة لمستقبلنا ولكوكبنا.
تأثيرات عواصف البروتون على طبقة الأوزون والأشعة فوق البنفسجية
يمكن أن تتسبب عواصف البروتون المرتبطة بالتوهجات الشمسية في عواقب خطيرة على صحة الإنسان وتطوره إذا تزامنت مع ضعف المجال المغناطيسي للأرض.
وتشير دراسة نشرت في مجلة " Proceedings of the National Academy of Sciences "، إلى أن عاصفة البروتون تتكون من تيار من الجسيمات المشحونة اكتسبت طاقة عالية بسبب التوهجات الشمسية.
العواصف القوية يمكن أن تسبب تدميراً لطبقة الأوزون، خاصةً في ظل ضعف المجال المغناطيسي، على الرغم من أن الأرض تكون عادةً محمية بمجالها المغناطيسي.
عواصف البروتون وتغيرات المناخ على المدى الطويل
في التاريخ، شهدت الأرض عدة مرات عواصف بروتونية قوية خلال فترات ضعف المجال المغناطيسي.
الباحثون يحاولون وضع نماذج لتقدير العواقب المحتملة لمثل هذه المصادفات، وتشمل هذه العواقب المحتملة مخاطر صحية وتغيرات مناخية وتطورية طويلة الأمد.
على سبيل المثال، يمكن لعاصفة البروتون في ظروف المجال المغناطيسي الضعيف أن تؤدي إلى استنفاد طبقة الأوزون على مستوى الأرض لسنوات عدة، مما يرفع مستوى الأشعة فوق البنفسجية لمدة تصل إلى ست سنوات.
ومن المتوقع أن يزيد التعرض للأشعة فوق البنفسجية من تلف الحمض النووي في الكائنات الحية بنسبة تتراوح بين 40-50%.
تأثير عواصف البروتون على التطور البيولوجي للأرض
الباحثان آلان كوبر وبافل أرسينوفيتشن يشيران إلى أن تزامن عواصف البروتونات مع ضعف المجال المغناطيسي للأرض كان سبباً في تغيرات تطورية متكررة في التاريخ البيولوجي للأرض.
مثل ظهور الكائنات متعددة الخلايا خلال العصر الكمبري والنمو الهائل لحيوانات الأرض في ذلك الوقت، إضافة إلى انقراض إنسان نياندرتال.
ويحذر العالمان من مخاطر حدوث تزامن مميت بين ضعف المجال المغناطيسي للأرض وعاصفة بروتونية قوية، كما حدث عدة مرات في الماضي.
وتجدر الإشارة إلى أن الأرض تعرضت في شهر مايو الماضي لعاصفة مغناطيسية قوية من فئة G5، وهي الأولى منذ عام 2005، مما أدى إلى حدوث شفق قطبي يمكن رؤيته من مناطق مختلفة على سطح الأرض.
طالع أيضًا