الرضاعة الطبيعية تمثّل لحظات تواصل ثمينة بين الأم وطفلها، فهي ليست مجرد طريقة لتوفير التغذية فقط.
ولكن هي تجربة شاملة تعزز من صحة الرضيع وتعطيه بداية صحية قوية في حياته، منذ اللحظة الأولى بعد الولادة.
و تمثل عملية الفطام مرحلة مهمة في حياة كل طفل وأم، فهي لحظة تحتفل فيها العائلة بالنمو والتطور الطبيعي للطفل.
إنها ليست مجرد تحول من الرضاعة إلى تناول الأطعمة الصلبة، بل هي تجربة شاملة تعكس استعداد الطفل وتأهبه لمراحل جديدة من النمو والتعلم.
وفي هذا التقرير عبر "الشمس" نرصد لكم أسباب الفطام، وكيفية تأثيرها على الطفل والأم، في رحلة مليئة بالتغييرات والاكتشافات.
الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية تُعَدّ الطريقة الأمثل لتوفير العناصر الغذائية اللازمة لنمو وتطوير الطفل بشكل طبيعي.
وتُمكّن الرضاعة الطبيعية معظم الأمهات من إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي، حيث توصي منظمة الصحة العالمية بالاكتفاء بالرضاعة الطبيعية حتى عمر ستة أشهر.
مع استمرارية الرضاعة بالتزامن مع إدخال الأطعمة الصلبة إلى نظام غذائي للطفل، قد تستمر الرضاعة الطبيعية حتى سنتين أو أكثر.
الفطام
الفطام هو توقف الأم عن إرضاع طفلها بالطريقة الطبيعية، وبدء تقديم الأطعمة الصلبة أو الحليب الصناعي بدلاً من ذلك.
ويحدث الفطام عادةً في الفترة من ستة أشهر إلى سبع سنوات من عمر الطفل، لكن غالباً ما يتم فطام الأطفال حول عمر ثلاث سنوات.
وهي عملية طبيعية تمر بها معظم الأطفال، وقد يكون تحدياً للأم والطفل على حد سواء، يُعَدّ أيضاً تقديم الطعام الصلب للأطفال الذين كانوا يتغذون على الحليب الصناعي فطاماً أيضاً.
طرق فطام الطفل عن الرضاعة الطبيعيّة
أثناء عملية الفطام، تُنصح الأم بالتمهّل والتدرّج مع الطفل، إذ من المُتوقّع أن يشعر الطفل بالإحباط في البداية، ولكنه سيتكيف مع الوضع بعد فترة، يمكن لهذه النصائح أن تسهّل عملية الفطام:
1- تفويت موعد الرضاعة: يمكن للأم تقديم حليب صناعي أو كوب من الحليب بدلاً من الرضاعة، وتقليل رضعة واحدة تلو الأخرى على مدى أسابيع.
مما يمنح الطفل الوقت للتكيف، مع تدريجي تقليل إنتاج الأم للحليب دون مشاكل كالاحتقان أو التهاب الثدي.
2- تقليل مدة الرضاعة: يمكن للأم تقليل مدة الرضاعة، مثلاً من عشر دقائق إلى خمس دقائق، وإعطاء الطفل وجبة خفيفة صحية مناسبة لعمره.
وإذا كان الطفل دون ستة أشهر، يمكن تقديم حليب صناعي بدلاً من ذلك، لأنه لا يزال غير مستعد للأطعمة الصلبة.
3- تأجيل الرضاعة وتشتيت الانتباه: هذه الطريقة تساعد في تأجيل الرضاعة وتشتيت انتباه الطفل، خاصة إذا كان كبيراً بما يسمح للأم بالتواصل معه بشكل فعال.
أسباب الفِطام
يختلف الوقت المناسب للفطام من طفل إلى آخر، حيث تقرر الأمّ بشكل فردي اللحظة المثلى لفطام طفلها، بناءً على احتياجاته واستجابته.
وتنصح "الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال" بالاستمرار في الرضاعة الطبيعية لمدة لا تقل عن سنة، وتشجع على الاستمرار لفترة أطول إذا رغبت الأم في ذلك، هناك عدة أسباب للفطام، منها:
1- الفطام برغبة الطفل (Baby Led Weaning): يحدث هذا عندما يبدأ الطفل في تناول الأطعمة الصلبة بين عمر 4-6 أشهر.
مما قد يقلل من اهتمامه بالرضاعة الطبيعية، مما يسهل عملية الفطام لاحقًا عندما يزيد عمره ويظهر اهتمامًا أكبر بالأطعمة الصلبة.
2- الفطام برغبة الأم (Mother-Led Weaning): قد تقرر الأم الفطام لعدة أسباب شخصية، مثل العودة للعمل أو استعداد الطفل وقدرته على التكيف مع التغييرات في نظامه الغذائي.
3- الفطام برغبة مشتركة: يحدث هذا عادةً عندما يصل الطفل إلى عمر حوالي ستة أشهر ويبدأ في تناول الأطعمة الصلبة، مما يجعل الرضاعة الطبيعية وحدها غير كافية لاحتياجاته الغذائية.
الرضاعة الطبيعية توفر فوائد عديدة لصحة الطفل
1- توفير التغذية المثالية للرضيع: حيث يحتوي حليب الأم على جميع العناصر الغذائية اللازمة للطفل حتى عمر ستة أشهر، مع تطوّر مكوّناته لتناسب احتياجات الطفل المتغيّرة.
2- تقوية المناعة: يحتوي حليب الأم على أجسام مضادة تساعد في مكافحة الأمراض وتحمي الطفل من الإصابات بالفيروسات والبكتيريا.
3- الوقاية من الأمراض: تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بالتهابات الأذن، والتهابات الجهاز التنفسي، ونزلات البرد، وحتى متلازمة موت الرضيع الفجائي وبعض أنواع السرطان.
4- تعزيز النمو الصحي: تساهم الرضاعة الطبيعية في زيادة وزن الطفل بطريقة صحية وتقوية نمو دماغه، مما يؤثر إيجابياً على قدرته على التعلم.
طالع أيضًا
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.