في عالم النباتات، تعد زهرة "تيتان أروم" أو "زهرة الجثة" واحدة من أبرز العجائب التي تثير الدهشة والإعجاب.
تفوق هذه الزهرة بفرادتها على جميع نظيراتها، ليس فقط بسبب حجمها الهائل الذي يمكن أن يتجاوز ثلاثة أمتار، بل أيضاً بسبب رائحتها الكريهة التي تذكرنا باللحم المتعفن.
حيث تكمن غرابة هذه الزهرة في قدرتها على استخدام هذه الرائحة كأداة جذب فعالة للحشرات، مما يميزها عن معظم النباتات التي تعتمد على النحل والفراشات.
وعلى الرغم من أنها زهرة نادرة تزهر مرة واحدة كل مئة عام، فإن جمالها الفريد وسرها البيئي يجعلها موضوعًا مثيرًا للاهتمام في عالم الأبحاث النباتية.
ما هي زهرة "تيتان أروم"
تشتهر نبتة "تيتان أروم"، المعروفة أيضًا باسم "زهرة الجثة"، بقدرتها الفريدة على إنتاج رائحة تشبه اللحم العفن.
تنمو هذه الزهرة في موطنها الأصلي، جزيرة سومطرة الإندونيسية، وتُعتبر من النباتات المهددة بالانقراض.
دور الرائحة في عملية التلقيح
على الرغم من الرائحة الكريهة التي تشتهر بها، تلعب زهرة "تيتان أروم" دورًا حيويًا في عملية التلقيح، حيث تجذب الرائحة القوية الحشرات التي تتغذى على الجيف مثل الذباب والخنافس، والتي تساعد في نقل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى.
حدث نادر في "حدائق إدنبرة النباتية الملكية"
بحسب تقرير نشرته "بي بي سي"، شهدت "حدائق إدنبرة النباتية الملكية" في إنجلترا حدثًا نادرًا هذا العام، حيث تفتحت زهرة "تيتان أروم" للمرة الخامسة.
و استقطب هذا الحدث أكثر من 2500 زائر، توافدوا لرؤية الزهرة الضخمة التي بلغ طولها 2.6 متر (8.7 قدم) واستنشاق رائحتها الفريدة.
اسم الزهرة وتفسير الرائحة
أطلق على هذا النبات اسم "نيو ريكي"، تيمناً بالاسم القديم لمدينة إدنبرة، ويعرف علميًا باسم "أمورفوفالوس تيتانيوم".
الدكتور أكسل دالبيرغ بولسن، خبير النباتات الاستوائية في الحدائق، أوضح أن الرائحة التي تنبعث من زهرة "تيتان أروم" تشبه رائحة السمك المتعفن أو شاطئ مليء بالأعشاب البحرية المتحللة.
وأضاف، أن الرائحة تكون قوية جدًا لدرجة أنها قد تلتصق بالملابس وتظل موجودة لأيام بعد التعرض لها.
أهمية الدراسات العلمية
إضافةً إلى جمالها الفريد، تبرز أهمية زهرة "تيتان أروم" في الأبحاث العلمية التي تركز على التلقيح النباتي وتكيف النباتات مع بيئاتها.
وتُعد دراسة هذه الزهرة فرصة لفهم أفضل للآليات التي تعتمدها النباتات المهددة بالانقراض للبقاء والتكاثر في بيئاتها الطبيعية.
كما تساهم هذه الدراسات في تعزيز جهود الحفاظ على هذه النباتات الفريدة وضمان بقائها للأجيال القادمة.
طالع أيضًا