تعد تربية الأطفال من أكثر التحديات التي تواجه الآباء والأمهات، حيث يتطلب كل عمر استراتيجيات خاصة لفهم سلوك الطفل وتوجيهه بطرق فعّالة.
حيث يبدأ التأثير الكبير على سلوك الطفل منذ اللحظات الأولى بعد الولادة ويستمر حتى سنواته الأولى في المدرسة، وخلال هذه الفترة يتغير الطفل بشكل سريع، ويظهر سلوكيات وتحديات جديدة تتطلب استجابة ملائمة من الأهل.
ووفقاً للخبراء، فإن التعامل مع الطفل يتطلب مراعاة عمره ومرحلة نموه، فكل مرحلة عمرية تأتي بخصائص وتحديات فريدة.
مما يتطلب من الوالدين تعديلاً مستمراً في أساليب التربية، من خلال فهم مراحل تطور الطفل وتطبيق استراتيجيات تهذيب مناسبة لكل عمر.
أهمية المرحلة العمرية في تشكيل سلوك الطفل
تعد الفترة من تكوين الطفل في بطن الأم حتى السنوات الأولى من المدرسة المرحلة الأكثر أهمية في تكوين شخصيته.
لذا، فإن طرق تهذيب سلوك الطفل تتنوع حسب عمره، وفقاً للجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA)، العمر هو عامل حاسم في تحديد استراتيجيات التعامل مع الأطفال، ويمكن تقسيمها كما يلي:
كيفية تعديل سلوك الطفل حسب عمره
من الولادة حتى 3 سنوات
في هذه المرحلة، ينصح بمراقبة الطفل بصورة دائمة، عند بكاء الطفل أو غضبه، من المفيد صرف انتباهه إلى أشياء أخرى، مع التأكد من وقف أي سلوك قد يعرضه للخطر بطريقة واضحة وصوت حازم.
من 3 سنوات حتى 8 سنوات
في هذه الفئة العمرية، من الضروري اتباع النقاط التالية في التربية:
1- شرح القواعد بوضوح: اشرح للطفل مراراً وتكراراً القواعد المطلوبة منه.
2- تجنب تعدد الأوامر: لا تعطي الطفل أكثر من أمر واحد في المرة الواحدة.
3- تجاهل السلوكيات غير الخطيرة: تجاهل السلوكيات التي لا تشكل خطراً على الطفل.
4- صرف الانتباه: استخدم أساليب لتوجيه انتباه الطفل إلى أشياء مختلفة.
5- تجنب التهديد: لا تهدد الطفل.
6- توفير وقت للتهدئة: أعطِ الطفل وقتاً للراحة والهدوء عند نوبات الغضب.
7- التجاهل عند الراحة: حاول تجاهل الطفل أثناء فترة الراحة أو التهدئة.
أمثلة على تهذيب سلوك الطفل
من الأمثلة التي يمكن تطبيقها عند تهذيب سلوك الطفل، هي أنه عندما يكسر لعبة ما، لا يحصل على أخرى جديدة، أو عندما يقوم بتلوين الحائط، يجب عليه تنظيفه.
هذه الإجراءات تساعد الطفل على فهم عواقب أفعاله وتحفزه على التصرف بشكل أفضل.
استراتيجيات التعامل مع الطفل حسب عمره
1- الطفل في عمر سنة
في هذا العمر، يكون الطفل فضولياً وحركياً، ويبدأ في فهم الكلام ونطق بعض الكلمات، لكنه لا يدرك عواقب أفعاله بعد.
لا يمتلك الطفل القدرة على التحكم الكامل في أفعاله وردود أفعاله، لأنه ما زال يكتشف العالم من حوله.
نصائح التعامل:
1- حافظ على توقعات معقولة، وكن حازماً بصورة عقلانية.
2- استخدم تعبيرات وجهك ونبرة صوتك لنقل الدروس بشكل غير مبالغ فيه.
3- وفر بيئة آمنة للطفل، وقدم الدعم أثناء نوبات الانهيار العصبي.
2- الطفل في عمر سنتين
يبدأ الطفل في فهم مشاعره ويختبر بيئته المحيطة، وقد تزداد نوبات غضبه نتيجة عدم حصوله على كل ما يريد.
نصائح التعامل:
1- لا تأخذ تصرفات الطفل بصورة شخصية.
2- قدم للطفل خيارات بسيطة، ولا تفرط في تقدير قدراته.
3- تعامل مع نوبات الغضب بحذر، وتأكد من عدم إيذاء الطفل لنفسه.
4- تجنب معاقبة الطفل أو عزله، وامنحه فرصة للتعبير عن غضبه بطرق آمنة.
3- الطفل في عمر 3 سنوات
في هذه المرحلة، يبدأ الطفل في إدراك السبب والنتيجة، ويشعر برغبة في الاستقلالية.
رغم استمرار نوبات الغضب، فإنه يبدأ في التعامل مع الإحباطات بشكل أفضل.
نصائح التعامل:
1- درب الطفل على مهام بسيطة تساعده في الاستعداد للمدرسة.
2- ساعد الطفل في أداء المهام وشرح المطلوب منه بوضوح.
3- تأكد من أن العواقب تكون فورية، حيث لا يفهم الطفل العواقب اللاحقة.
4- الطفل في عمر 4 سنوات
تتطور مهارات الطفل الاجتماعية في هذه المرحلة، ويواجه صعوبة في التوازن بين احتياجاته واحتياجات الآخرين.
كما يجد صعوبة في الانتقال من نشاط لآخر، خاصة عندما يكون مستمتعاً.
نصائح التعامل:
1- خصص وقتاً كافياً لتهيئة الطفل للانتقال من نشاط لآخر.
2- تجاهل تذمر الطفل ووضح له أهمية التحدث بصوت طبيعي.
3- ناقش أهمية الصدق مع الطفل بشكل هادئ، وقدم له بدائل للشعور بالأمان.
أهمية القدوة الجيدة في تربية الأطفال
التعامل مع الأطفال يتطلب صبراً وفهماً، حيث يتعلم الطفل من خلال الملاحظة.
كن قدوة جيدة، وحاول أن تكون مصدر الأمان والقبول لطفلك لتجنب الشعور بالتيه أو التشتت.
طالع أيضًا