صرح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) وليام بيرنز، اليوم السبت، أن الولايات المتحدة تعمل مع كل من قطر ومصر على إعداد مقترح جديد أكثر تفصيلاً لصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
ومن المتوقع أن يتم تقديم هذا المقترح إلى حركة حماس وإسرائيل خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأشار بيرنز، خلال منتدى نظمته صحيفة "فايننشال تايمز" في لندن، إلى أن هناك تفاؤلاً حذراً حول إمكانية التوصل إلى اتفاق، معربًا عن أمله في أن يتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقائد حركة حماس يحيى السنوار من التوصل إلى تفاهم حول هذه الصفقة.
مخاوف من توسع الصراع في غزة
في تصريحاته، أعرب بيرنز عن مخاوف لدى الأجهزة الأمنية الأميركية والإسرائيلية من احتمالية توسع الصراع في غزة، خاصة مع تزايد التوترات والمواجهات.
وأكد أن الولايات المتحدة مستمرة في جهودها الدبلوماسية بالتعاون مع شركائها الإقليميين للتوصل إلى وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنه لا يوجد بديل عن التوصل إلى هذا الاتفاق لإنهاء المعاناة في القطاع.
وأوضح بيرنز أن التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار "يعتمد على الإرادة السياسية لدى قادة الطرفين"، مضيفاً أن على الدول التي تمتلك نفوذاً على حماس أن تضغط من أجل قبول هذا الاتفاق.
الموقف البريطاني
في نفس السياق، أكد رئيس الاستخبارات البريطانية الخارجية (MI6) ريتشارد مور، خلال مشاركته في المنتدى نفسه، أن وقف إطلاق النار في غزة مرهون بالإرادة السياسية للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ولفت مور إلى أن القدرات العسكرية لحماس تدهورت بشدة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية، لكنه أكد أن القضاء على الحركة كفكرة أمر مستحيل، مشيرًا إلى أن "حماس حركة وفكرة، ولا يمكنك قتلها إلا بفكرة أفضل"، وفق تعبيره.
دعوات لإبرام صفقة تبادل الأسرى
في الوقت نفسه، تشهد إسرائيل توترات داخلية متزايدة مع تصاعد الضغوط الشعبية لإبرام صفقة تبادل الأسرى.
ومن المقرر أن تنطلق مظاهرات في تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى مساء اليوم السبت، للمطالبة بتسريع إبرام الصفقة.
وقد ظهرت هذه الدعوات بعد رسالة مصورة وجهتها والدة أحد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، والتي وجهت انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهمة إياه بالتخلي عن المختطفين و"دفن ابنها في الأنفاق"، على حد تعبيرها.
مفاوضات وقف إطلاق النار تصل إلى مرحلة حرجة
فيما يتعلق بالمفاوضات، وصلت جهود وقف إطلاق النار في غزة إلى مرحلة حرجة.
ويتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة العمليات العسكرية ويرفض الانسحاب من محور فيلادلفيا (صلاح الدين) جنوبي قطاع غزة، بينما ترفض حماس أي اتفاق لا يتضمن إنهاء الحرب وعودة النازحين والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.
وهذه التطورات تعكس تعقيدات الوضع الحالي في غزة، مع استمرار العمليات العسكرية وتصاعد الخسائر في صفوف المدنيين، بينما يبقى أمل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار معلقاً على قدرة الأطراف على تقديم تنازلات لتحقيق السلام.
وطالع ايضا:
استطلاع للرأي: أغلبية الإسرائيليين تؤيد الانسحاب من محور فيلادلفيا