سعت الجهات التنظيمية في المملكة المتحدة إلى إغلاق موقع إلكتروني يتيح للأفراد الإعلان عن أنفسهم كـ "شركاء انتحار"، والذي يُعتقد أنه مرتبط بحوالي 130 حالة وفاة في البلاد.
حيث يتيح الموقع للمستخدمين البحث عن شركاء لتنفيذ الانتحار، حيث يُشاهد بعض الأفراد يسافرون إلى خارج المملكة المتحدة لتحقيق هذا الهدف.
كما يحتوي الموقع على منتديات حيث يقدم المعلقون إرشادات حول كيفية الانتحار ويشجعون الآخرين على اتباع نفس الطريق، حسبما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
جهود المملكة المتحدة لإغلاق موقع "شركاء الانتحار"
في إحدى الحوادث، أقدم رجل يبلغ من العمر 28 عاماً من منطقة ميدلاندز على الانتحار برفقة امرأة تعرف عليها عبر الموقع وكانت تقيم في اسكتلندا.
كما تم العثور على امرأة أخرى متوفاة بجانب شخص لم تكن تعرفه، بعد استخدام الموقع.
وكشف تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن أكثر من 700 بريطاني نشروا على هذا الموقع، وكتب المستخدمون أكثر من 500 تعليق من مختلف أنحاء العالم.
وأفادت ميلاني داوس، الرئيسة التنفيذية لهيئة تنظيم الاتصالات عبر الإنترنت "أوفكوم"، بأن الهيئة تواصلت مع الموقع وأبلغته بأن محتواه غير قانوني.
ورغم محاولات إيقاف الموقع في المملكة المتحدة، تبين أن الموقع لا يزال متاحاً بسبب مقرّه في الولايات المتحدة، مما يجعل من الصعب اتخاذ إجراءات حازمة ضده.
كما تناولت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حالات متأثرة، مثل حالة "أنجيلا ستيفنز" التي انتحر ابنها "بريت" في ديسمبر 2019 برفقة امرأة التقى بها عبر الموقع.
وحالة "هيلين كايت" التي انتحرت شقيقتها "ليندا" في يوليو 2023 بعد لقائها برجل عبر الموقع.
للأسف، تأثرت شقيقة ليندا الأخرى، سارة، بشكل كبير بوفاتها، وقررت زيارة نفس الموقع وتناول نفس المادة السامة التي تسببت في وفاة أختها، مما أدى إلى وفاتها في سبتمبر 2023.
كما كشف التحقيق أن الأفراد الضعفاء الذين يترددون على الموقع يتعرضون لاستهداف من قبل أشخاص يشجعون السلوكيات الانتحارية.
ومن بين هؤلاء، "كريج ماكينالي" الذي قدم المشورة لنساء يفكرن في الانتحار.
ووفقاً لقانون السلامة على الإنترنت، فإن المواقع التي تشجع على إيذاء النفس والانتحار تعتبر غير قانونية، ولكن كيفية تطبيق هذا القانون لا تزال غير واضحة.
وفي بيان للحكومة، أكد المتحدث باسم الحكومة على التزامها بالقوانين الجديدة وضرورة اتخاذ إجراءات لوقف هذا الضرر الإلكتروني في أسرع وقت ممكن.
طالع أيضًا