في ظل الانتشار الواسع للسجائر الإلكترونية كبديل يُعتبره الكثيرون أقل ضرراً من التدخين التقليدي، تزداد الأبحاث التي تسلط الضوء على المخاطر المحتملة لهذا الاتجاه الجديد.
كشفت دراسة أمريكية أجراها أطباء من "كلية كيك للطب" في جنوب كاليفورنيا بالتعاون مع "المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة"، أن السجائر الإلكترونية قد تسبب تغيرات في الحمض النووي للمدخنين، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وفقاً لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تُعد هذه الدراسة من أكثر الأبحاث شمولاً فيما يتعلق بأضرار السجائر الإلكترونية على الصحة.
التأثير الجيني للتدخين الإلكتروني
أظهرت النتائج أن التدخين الإلكتروني، سواء كان يحتوي على نيكوتين أو لا، يسبب أضراراً مشابهة جداً لتلك الناتجة عن التدخين التقليدي.
إذ رصد الباحثون طفرات جينية في خلايا الفم لدى مدخني السجائر الإلكترونية، مماثلة لتلك التي وجدوها في أفواه مدخني السجائر العادية.
وقام الباحثون بتقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات تتكون كل منها من 10 أفراد: مدخنون تقليديون، مدخنون إلكترونيون، ومدخنون بدون نيكوتين.
ثم أجروا دراسات على الحمض النووي في خلايا الفم لكل مجموعة. وعلّقت الدكتورة ستيلا توماسي، المشاركة في الدراسة، بأن السجائر الإلكترونية ليست آمنة كما يعتقد البعض، حتى لو كانت تحتوي على مستويات أقل من المواد السامة والمسرطنة مقارنة بالسجائر العادية.
وأعربت توماسي عن دهشتها من اكتشاف تغيرات جينية في أفواه المدخنين الإلكترونيين لم يتم العثور عليها لدى المدخنين التقليديين، مؤكدة الحاجة إلى مزيد من الأبحاث في هذا المجال.
أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن نتائج هذه الدراسة تعزز دعوات الحكومة البريطانية لتشديد القوانين المتعلقة بمكافحة ظاهرة إدمان السجائر الإلكترونية بين الشباب.
حيث وصفت "الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال" هذه الظاهرة بأنها "وباء".
وأشارت في بحث سابق إلى أن 10% من البالغين في بريطانيا يستخدمون السجائر الإلكترونية، في حين جرّبها نحو مليون شخص دون سن 18 عاماً.
في عام 2020، حذرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا من ارتفاع بنسبة 276% في عدد المرضى الذين تم نقلهم إلى المستشفيات بسبب مشكلات صحية مرتبطة بالتدخين الإلكتروني.
طالع أيضًا