في خطوة مهمة نحو تحسين الصحة العامة، كشفت دراسات حديثة عن انخفاض ملحوظ في عدد الوفيات بسبب سرطان عنق الرحم لدى النساء تحت سن 25 في الولايات المتحدة، وهو تطور إيجابي يعكس تقدمًا في الوقاية والعلاج.
ويُعزى هذا التحسن بشكل رئيسي إلى استخدام اللقاحات الحديثة ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، مثل "غارداسيل" و"سيرفاركس"، التي لعبت دورًا محوريًا في تقليص الإصابة بالفيروس وبالتالي تقليل معدلات السرطان.
تطورات لقاح HPV تساهم في تقليص وفيات سرطان عنق الرحم
كشفت دراسة حديثة عن انخفاض ملحوظ في عدد الوفيات بسبب سرطان عنق الرحم بين النساء تحت سن 25 في الولايات المتحدة، حيث تقلصت هذه الوفيات بنسبة تقل عن ربع العدد السابق.
ويُعزى هذا التحسن إلى عدة عوامل، لكن يُعتبر لقاحا "غارداسيل" و"سيرفاركس" ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) العامل الرئيسي في هذا التغيير الإيجابي.
وعلى الرغم من أن سرطان عنق الرحم يُعتبر غالبًا مرضًا يصيب النساء في منتصف العمر، إلا أنه يمكن أن يظهر أحيانًا لدى الشابات.
ولكن بفضل اللقاحات، أصبح هذا النوع من السرطان أقل شيوعًا لدى النساء الشابات.
تفاصيل الدراسة
في البداية، كان هناك تخوف من أن اللقاحات قد تحتاج وقتًا طويلاً لتظهر فعاليتها بسبب الفترة الزمنية الطويلة التي يستغرقها الفيروس ليتسبب في السرطان بعد الإصابة، لكن الأبحاث الحديثة أثبتت أن هذه المخاوف كانت غير مبررة.
بدأت اللقاحات ضد سلالات HPV 16 و18 في عام 2006، ومنذ ذلك الحين بدأت أعداد حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم في التراجع. ففي الفترة من 1992 إلى 1994، توفيت 55 امرأة تحت سن 25 بسبب السرطان، بينما انخفض هذا العدد بشكل حاد في الفترة من 2019 إلى 2021 ليصل إلى 13 حالة فقط.
ويعود الفضل في هذا الانخفاض إلى تحسينات في الفحص والعلاج، إضافة إلى التطعيم ضد فيروس HPV.
وبحلول عام 2016، تسارع هذا التحسن بشكل ملحوظ عندما بدأ عدد أكبر من الشابات في تلقي اللقاح، مما ساعد في تقليص حالات الإصابة بالفيروس وكذلك في حالات السرطان والتغيرات السرطانية المبدئية، مما يثبت فعالية اللقاح.
تشير الدراسات إلى أنه يمكن القضاء على السرطان تقريبًا في جيل واحد إذا تم تطعيم الجميع. ويُعتبر هذا الإنجاز من أهم الانتصارات في مجال الصحة العامة في عصرنا.
ومع ذلك، أظهرت الدراسات الأخيرة انخفاضًا طفيفًا في معدلات التطعيم بين المراهقين الأمريكيين، حيث انخفضت النسبة من 79.3% في عام 2022 إلى 75.9% في عام 2023، وهو ما يعكس تأثير الحركات المناهضة للتطعيم التي برزت بعد جائحة COVID-19. رغم ذلك، تبقى الأدلة على أهمية اللقاح في الوقاية من السرطان قوية وواضحة
طالع أيضًا