أفادت تقارير إسرائيلية، مساء اليوم السبت، أن إسرائيل تسعي لاستعادة رفات الجاسوس الإسرائيلي الأشهر إيلي كوهين من سوريا، الا أن هناك تقارير سابقة تؤكد أنه تم نقل الرفات عام 2019 من خلال وفد روسي إلى تل أبيب.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، مساء اليوم السبت، أن إسرائيل بدأت مسعى جديدا لاستعادة رفات الجاسوس كوهين الذى أعدم في العاصمة السورية دمشق عام 1965 شنقا بتهمة التجسس.
رفض دمشق إعادة رفات إيلي كوهين
وأشارت الصحيفة إلى أن دمشق رفضت أكثر من مرة إعادة رفات كوهين إلى عائلته في إسرائيل، لافتة إلى أنه تم تغيير مكان دفن كوهين أكثر من مرة، لمنع إسرائيل من العثور على رفاته.
ووفقا لما نقلته الصحيفة عن تقرير إعلامي لبناني، أن السلطات الإسرائيلية بدأت بعد رحيل نظام بشار الأسد، محادثات مع مواطنين سوريين وكذلك مع دول مختلفة لتحديد موقع دفن كوهين.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ما أسباب إعدام إيلي كوهين في سوريا؟
يجدر الإشارة إلى أن الجاسوس كوهين أعدم شنقا بتهمة التجسس في سوريا سنة 1965 بعد أن نجح في اختراق أعلى مستويات النظام السوري آنذاك، واعتبرت المعلومات التي حصل عليها كوهين مهمة جدا في سيطرة اسرائيل على مرتفعات الجولان خلال حرب 1967.
وكانت الصحيفة ذاتها قد نشرت عام 2019، تقريرا يفيد بأن وفد روسي زار سوريا عام 2019، وغادر وهو يحمل تابوتا يضم رفات كوهين.
ولم تنف أي مؤسسة في إسرائيل، بشكل رسمي، آنذاك ما ورد بشأن نقل رفات الجاسوس، وقال مراسل القناة الإسرائيلية الثانية، يارون أفراهام، آنذاك إن النشر بشأن القضية لم يعد ممنوعا في الوقت الحالي.
كما أعلن جهاز الموساد الإسرائيلي أنه تمكن من استعادة ساعة جاسوس إسرائيلي أعدم في سوريا عام 1965.
استعادة ساعة كوهين
وفي عام 2018، قال رئيس الموساد آنذاك يوسي كوهين: "هذا العام وفي ختام عملية، نجحنا في أن نحدد مكان الساعة التي كان إيلي كوهين يضعها في سوريا حتى يوم القبض عليه، وإعادتها إلى إسرائيل".
ورفضت سوريا على مدار سنوات الطلبات الإسرائيلي حول استعادة رفات كوهين، ففي عام 2004 وجه الرئيس الإسرائيلي في ذلك الوقت موشيه كاتساف نداء إلى الرئيس السوري بشار الأسد عبر موفدين فرنسيين وألمان ومن الأمم المتحدة.
وفي عام 2021 أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن حكومته تبذل جهودا حثيثة للعثور على رفات كوهين، وإعادتها إلى إسرائيل.
من هو إيلي كوهين؟
ولد كوهين في مدينة الإسكندرية المصرية في 26 ديسمبر عام 1924 باسم إليهو شاؤول كوهين.
كوهين من أسرة يهودية هاجرت إلى مصر من حلب السورية.
انضم إلى منظمة الشباب اليهودي في الإسكندرية.
عقب حرب 1948 كان يدعو مع غيره من أعضاء المنظمة لهجرة اليهود المصريين إلى إسرائيل.
هاجرت عائلة كوهين إلى إسرائيل عام 1949، بينما بقي هو لإنهاء دراسته الجامعية.
هاجر كوهين ولحق بأسرته عام 1955 وهاجر إلى إسرائيل وحصل على دورات عسكرية في التجسس.
عاد عام 1956 إلى القاهرة مرة أخري ووضعته السلطات المصرية تحت المراقبة.
وعقب حرب السويس عام 1956 خرج من مصر ليستقر به المقام في إسرائيل في عام 1957.
عمل كوهين في مجال المحاسبة، لكنه كان يرغب في العمل لدى الاستخبارات الإسرائيلية.
ساعدته ملامحه العربية وولادته في بلد عربي وإتقانه أكثر من لغة، في أن يكون مؤهلا من قبل الموساد للقيام بمهمة صعبة في سوريا.
تلقى تدريبات استخباراتية مكثفة من بينها التدريب على إتقان اللهجة السورية، وأصبح اسمه الجديد "كامل أمين ثابت"، ليسافر إلى الأرجنتين للترويج لنفسه باعتباره تاجرا عربيا ثريا.
وخلال تواجده في الأرجنتين أقام علاقات بكبار الدبلوماسيين والملحقين العسكريين ومن بينهم أمين الحافظ الملحق العسكري في السفارة السورية ببيونس أيرس الذي سيصبح لاحقا رئيسا لسوريا.
عرف كوهين في الموساد الإسرائيلية بأنه العميل 88.
لماذا سافر العميل 88 إلى الأرجنتين؟
سافر إلى سوريا بصفته مغترب سوري مهاجر من الأرجنتين ونجح هناك في بناء سمعته كرجل أعمال ناجح متحمس لوطنه الأصلي سوريا.
كان كوهين يستقبل كبار المسؤولين في منزله في سهرات خاصة، يستطيع من خلالها انتزاع المعلومات الحساسة، ثم ينقلها عبر جهاز راديو من شقته في دمشق إلى الموساد.
أصبح محل ثقة الجميع في الحكومة، ما مكنه من مرافقة كبار الضابط إلى مرتفعات الجولان الاستراتيجية، بل والتقاط صورة واقفا وهو ينظر إلى إسرائيل في الجهة المقابلة.
ساعدت المعلومات التي حصل عليها كوهين إسرائيل في فرض سيطرتها على الجولان.
كشفته المخابرات السورية عقب انتشار ونقل الأخبار بوسائل الإعلام الإسرائيلية باللغة العربية، وفي يناير 1965، اقتحمت الاستخبارات السورية منزله واعتقلته.
قررت محكمة عسكرية سورية إعدامه شنقا، وقادت وزارة الخارجية الإسرائيلية آنذاك حملة دولية لمنع تنفيذ الحكم، لكن المحاولة فشلت حتى تم إعدامه في ساحة المرجة في دمشق.
اقرأ أيضا