يعيش المراهقون اليوم في عالم مليء بالشاشات المتنوعة، حيث يشاهدون المحتوى عبر الهواتف، الأجهزة اللوحية، أجهزة الكمبيوتر، وحتى التلفاز.
هذا التنوع يجعل من الصعب على الآباء معرفة ما يشاهده أبناؤهم على وجه التحديد.
ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن مشاركة الآباء في مشاهدة البرامج مع أبنائهم يمكن أن تكون فرصة قيمة لتعزيز العلاقة الأسرية وبناء جسور تواصل فعّالة.
تقارب أسري في وقت التباعد
مع دخول الأطفال سنوات المراهقة، تبدأ طبيعة علاقتهم بالوالدين بالتغير، حيث يميلون إلى الاعتماد بشكل أكبر على أصدقائهم.
يمكن أن تصبح مشاهدة البرامج معهم وسيلة لاستعادة هذا الرابط وتقريب المسافات بينهم وبين والديهم.
كما أن هذه اللحظات المشتركة توفر فرصة لمعرفة المزيد عن اهتماماتهم وعالمهم الخاص.
يمكن أن تكون البرامج التلفزيونية نافذة لفتح نقاشات حول موضوعات قد يصعب التحدث عنها في الظروف العادية.
عندما يشاهد الوالدان البرامج مع أبنائهم، يصبح بإمكانهم معالجة القضايا التي قد تحمل رسائل تتعارض مع القيم الأسرية وتوضيح وجهات النظر، مما يعزز قدرة الأبناء على التفكير النقدي.
تقليل التأثير السلبي للمحتوى
من المستحيل منع الأطفال من التعرض الكامل للمحتوى المزعج أو الذي لا يعكس قيم الأسرة، خاصة مع انتشار الأجهزة الحديثة.
لكن، يمكن للآباء استغلال هذه الفرصة لمشاهدة المحتوى مع أبنائهم والحديث عنه، ما يتيح لهم فرصة "السيطرة على الأضرار" وتصحيح الرسائل السلبية التي قد تحملها بعض البرامج.
عندما يعتاد الأطفال على مشاهدة محتوى صعب أو غير مريح مع أحد الوالدين والتحدث عنه لاحقًا، فإنهم يشعرون براحة أكبر في اللجوء إلى هذا الوالد عند مواجهة تحديات أو مشكلات في حياتهم.
يكمن السر في تحويل وقت الشاشة إلى تجربة إيجابية تعزز العلاقة بين الآباء والأبناء. لا تقتصر الفائدة على الترفيه فحسب، بل تمتد إلى بناء جسور التواصل وغرس القيم الإيجابية بطريقة غير مباشرة.
طالع أيضًا