أكدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تقرير مطول من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، أن المخيم تحول إلى "مدينة أشباح" بعد أن دُمرت نحو 70% من مبانيه بالكامل خلال العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وأوضح محلل الشؤون العسكرية بالصحيفة، عاموس هرئيل، أن هذا الاجتياح يُعد الثالث للجيش الإسرائيلي للمخيم منذ ديسمبر/كانون الأول 2023.
وأشار إلى أن ما تبقى من مباني المخيم تعرض لأضرار جسيمة.
وشبه هرئيل جباليا بمدينة أشباح، قائلا: "في الخارج يمكنك رؤية مجموعات من الكلاب تتجول بحثا عن بقايا الطعام".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
إستراتيجية التهجير والدمار
ذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلي اعتمد تكتيكات جديدة بعد تكبده خسائر كبيرة في الأرواح، تضمنت تقدمًا بطيئًا وحذرًا، مما خلف دمارًا هائلًا وأجبر السكان على مغادرة المخيم قسرًا.
وتطرق التقرير إلى خطة الجنرالات الإسرائيليين التي تهدف إلى تهجير سكان شمال قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة وأحياؤها، وفرض حصار مشدد على المنطقة.
وأشار إلى أن هذه العمليات تأتي ضمن خطة الجنرالات الإسرائيليين لإخلاء شمال القطاع وجنوبه حتى ممر نتساريم، تمهيدًا لتحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة.
ووفقًا للخطة، سيتم نقل نحو 300 ألف فلسطيني إلى جنوب القطاع عبر ممرات يزعم الجيش أنها آمنة، لكن الفلسطينيين يشككون في مصداقية هذه المزاعم بناءً على تجارب سابقة.
معارك مستمرة وخسائر إسرائيلية
أفاد هرئيل أن الجيش الإسرائيلي يواجه مقاومة شرسة في المخيم بقيادة عز الدين حداد، قائد الجناح العسكري لحماس في شمال القطاع.
وقال إن مقاتلي حماس يعتمدون على مجموعات صغيرة مدججة بأسلحة خفيفة وصواريخ آر بي جي، ما أسفر عن مقتل 35 جنديًا إسرائيليًا وإصابة المئات منذ بدء العملية.
كارثة إنسانية في غزة
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة، ما أدى إلى ارتقاء وإصابة أكثر من 153 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 11 ألف مفقود.
وتسببت الحرب في دمار شامل ونزوح مئات الآلاف وسط مجاعة وأزمة إنسانية خانقة.
جرائم حرب موثقة
أشارت هآرتس إلى أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، لاتهامهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
ومع ذلك، تستمر إسرائيل في تجاهل الدعوات الدولية لوقف العدوان.
وطالع ايضا:
مستشفى كمال عدوان في غزة: نقص حاد في المستلزمات والطواقم الطبية