الرقص ليس مجرد نشاط ترفيهي، بل أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أنه يمكن أن يكون علاجًا فعّالًا للتخفيف من أعراض الاكتئاب لدى مرضى باركنسون.
وفقًا لبحث حديث، أظهرت دروس الرقص تأثيرات إيجابية على الحالة المزاجية للمرضى، بالإضافة إلى تغييرات ملحوظة في مناطق الدماغ المرتبطة بالمزاج، مما يبرز دور هذا النشاط في تحسين الصحة النفسية والجسدية.
تحسن في أعراض الاكتئاب لمرضى باركنسون بفضل دروس الرقص
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "أبحاث الإنترنت الطبية" أن الرقص قد يساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب لدى بعض مرضى باركنسون.
وفقًا لتقرير شبكة "فوكس نيوز"، فإن المرضى الذين التحقوا بدروس الرقص لمدة عدة أشهر لاحظوا تراجعًا في الاكتئاب، مع تغييرات إيجابية في مناطق الدماغ المسؤولة عن المزاج.
أشار الباحثون إلى أن الرقص لم يقتصر تأثيره على تحسين الحالة النفسية فقط، بل ظهرت تغيرات واضحة في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، مما يثبت دوره في تعزيز الدوائر المزاجية.
وصرّح المشاركون في الدراسة أيضًا بشعورهم بالتحسن من خلال استطلاعات الرأي.
تفاصيل الدراسة: برنامج رقص لتخفيف الاكتئاب
شارك في الدراسة 23 مريضًا بباركنسون و11 شخصًا سليمًا، بعضهم من أقارب المرضى. التحق المشاركون بدروس رقص أسبوعية استمرت 8 أشهر، تضمنت تدريبات بسيطة على حركة الساقين والقدمين، وصولًا إلى رقصات معقدة تعتمد على الحركات التفسيرية.
ركزت الدراسة على منطقة التلفيف الحزامي تحت الثفني (SCG) في الدماغ، التي ترتبط بالاكتئاب.
باستخدام مقياس معياري لتقييم المزاج والاكتئاب قبل وبعد كل فصل دراسي، وجدت الدراسة انخفاضًا تدريجيًا في معدلات الاكتئاب مع مرور الوقت، حيث أظهرت فحوصات الدماغ تغييرات إيجابية مرتبطة بتحسن الحالة المزاجية.
دور مزدوج: الموسيقى والحركة في تحسين الحالة النفسية
يبني هذا البحث على دراسات سابقة أكدت فوائد الرقص في تحسين الحركة والمزاج لدى مرضى باركنسون.
ويُعتقد أن الجمع بين الموسيقى والحركة يُنشط مراكز المكافأة في الدماغ، ويعزز من الدوائر الحسية والحركية، مما يجعل للرقص تأثيرًا عميقًا على الصحة النفسية والجسدية.
أكدت الدراسة أن الرقص يمثل وسيلة فعالة لتحسين الصحة العقلية والجسدية لمرضى باركنسون، مع الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم تأثيراته بشكل أعمق.
طالع أيضًا