إسرائيل بين مأزق تبادل الأسرى وتصعيد العمليات العسكرية في غزة

تتجه الأنظار، اليوم الجمعة، إلى قطر، حيث من المتوقع أن تُستأنف الاتصالات بشأن اتفاق لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

ورغم هذه الجهود، تشير التقارير إلى أن التوصل لاتفاق ليس أولوية إسرائيلية في الوقت الراهن، خاصة في ظل استمرار المأزق العسكري والسياسي.

قطاع غزة لا يزال يضم حوالي 100 أسير إسرائيلي

ووفقاً للمحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس"، فإن قطاع غزة لا يزال يضم حوالي 100 أسير إسرائيلي، لكن أقل من نصفهم يُعتقد أنهم على قيد الحياة.

ومع استمرار تعثر المفاوضات، تتزايد التقديرات بأن إسرائيل قد تلجأ إلى تصعيد عسكري جديد في مدينة غزة، خاصة بعد حملتها المكثفة في جباليا التي لم تحقق أهدافاً حاسمة.

ويعكس الوضع الراهن تعقيداً أكبر داخل القيادة الإسرائيلية، حيث يدفع بعض الضباط في القيادة الجنوبية نحو عمليات عسكرية جديدة، في حين تعكس الانتقادات السياسية والأيديولوجية تصاعد الخلافات.

ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام

 شخصيات متطرفة في الجيش وفرق الاحتياط تعمل من منطلقات أيديولوجية قومية متشددة

ويرى هرئيل أن شخصيات متطرفة في الجيش وفرق الاحتياط تعمل من منطلقات أيديولوجية قومية متشددة، تهدف إلى استغلال الوضع لإعادة السيطرة على غزة ومنع أي انسحاب مستقبلي.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، إضافة إلى قادة عسكريين، يروّجون لما وصفوه بـ"إنجازات" في سوريا ولبنان، لكنها لا تعالج التحديات الجوهرية التي يشكلها قطاع غزة والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

وأشار هرئيل إلى أن مجزرة 7 أكتوبر 2023 لا تزال تلقي بظلالها على الأمن الإسرائيلي، حيث لم تتمكن العمليات العسكرية المكثفة من استعادة الردع بشكل كامل.

توسيع العمليات العسكرية نحو مدينة غزة

وفي الوقت الذي تستمر فيه الدعوات لتوسيع العمليات العسكرية نحو مدينة غزة، يُقدّر أن المنطقة تضم أكثر من 100 ألف مدني، إلى جانب آلاف الناشطين في حماس، الذين يجمعون بين الحفاظ على حكم مدني والاستعداد لمواجهات عسكرية جديدة.

وبرغم تدمير واسع النطاق في جباليا وأجزاء من شمال القطاع، لم يتم تحقيق "نصر حاسم" كما كان متوقعاً، ما يُعقد احتمالات التوصل لصفقة تبادل أسرى.

تسربت هذا الأسبوع معلومات استخباراتية تشير إلى وجود حوالي 9 آلاف مقاتل منظّم في صفوف حماس، وعدد مماثل من الناشطين غير المرتبطين بهيكليات تنظيمية.

ووفقاً للتقارير، فإن وتيرة تجنيد الشبان في غزة أعلى من وتيرة تدمير الجيش الإسرائيلي لقدرات حماس، مما يزيد من التحديات أمام تحقيق أهداف عسكرية.

وبينما تدور نقاشات مكثفة داخل إسرائيل حول مستقبل القطاع، يجري الحديث عن خطط لإنشاء مراكز لوجستية لتوزيع المساعدات الإنسانية في شمال غزة، إضافة إلى إقامة "مجتمعات مغلقة" تخضع لمراقبة صارمة، هذه المناطق ستكون مخصصة لعودة محدودة للسكان، الذين سيعيشون في خيام مع سيطرة عسكرية إسرائيلية على المداخل والمخارج.

 إشراك سكان محليين في إدارة الأمور الأمنية

وفي جنوب القطاع، يجري النظر في إشراك سكان محليين في إدارة الأمور الأمنية، مع دراسة إمكانية التعاون مع شخصيات مرتبطة بالسلطة الفلسطينية، ومع ذلك، تبقى هذه الخطط مشروطة بإنهاء العمليات العسكرية وتدمير البنية التحتية في المناطق المستهدفة.

من جهة أخرى، حذر هرئيل من تداعيات أخلاقية وقانونية كبيرة لهذه السياسات، مشيراً إلى أن الضباط المشاركين قد يجدون أنفسهم مستهدفين من قبل المحاكم الدولية مستقبلاً.

على الصعيد السياسي الدولي، يعتبر وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، أن هذه الخطط العدوانية لن تعيق جهود تطبيع العلاقات مع السعودية أو التوصل لتسويات إقليمية، لكن استمرار القتل في غزة يطرح تساؤلات حول مدى استعداد الرياض للمضي في هذه الخطوات.

في ظل هذا الواقع، يبدو أن نتنياهو يفضل إبقاء الوضع الراهن على حاله، متجنباً أي اتفاقات قد تهدد استقرار حكومته، بينما تتزايد الضغوط الدولية والمحلية لإنهاء القتال وإيجاد حلول دائمة للأزمة.

اقرأ أيضا

الحرب على غزة لليوم الـ455| ارتفاع حصيلة الضحايا واستمرار القصف وجلسة طارئة لمجلس الأمن