اختطفه حب الفن من ملاعب كرة القدم، كيف تحول بال إنغر من موهبة كرة القدم الإنجليزية إلى أحد أشهر سارقي اللوحات الفنية عبر التاريخ؟
بال إنغر، لاعب كرة قدم نرويجي سابقمن من مواليد عام 1967، انفجرت موهببته مبكرا في الملاعب النرويجية ليشارك مع فريقه نادي فوليرينغا في الدوري وكأس الاتحاد الأوروبي في عمر التاسعة عشر.
من كرة القدم إلى الجريمة
مسيرة إنغر مع كرة القدم لم تستمر طويلا. حيث اختطفه حب الفن من عالم الرياضة إلى عالم الجريمة.
تحول إنغر إلى لص أعمال فنية مشهور، وقضى إنغر أول عقوبة سجن له في سن التاسعة عشرة، قبل أن يبدأ سلسلة طويلة من السرقات الفنية والمجوهرات في عام 1988 عندما تسلق نافذة في متحف مونك في أوسلو وسرق لوحة "الحب والألم" للفنان النرويجي "إدفارت مونك".
سرقة "الصرخة"
في 12 فبراير 1994، وأنظار العالم تتجه إلى النرويج لمتابعة حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة ليلهامر، سٌرقت لوحة "الصرخة" من معرض النرويج الوطني.
في عملية السرقة التي استغرقت 50 ثانية وصورتها كاميرا المراقبة، تسلق لصان سلما وكسرا نافذة وخرجا باللوحة التي كانت تقدر قيمتها آنذاك بما لا يقل عن 55 مليون دولار. وتركا خلفهما بطاقة بريدية تقول "شكرا لضعف الأمن".
تصدرت أخبار سرقة اللوحة عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم. وأدين رجل واحد فقط بالجريمة، لاعب كرة القدم المحترف السابق بال إنجر. لماذا فعل ذلك وما الذي حدث بالفعل؟ هل كان دافعه هو المال أم الشهرة أم الهوس الذي طارده منذ أن رأى اللوحة لأول مرة عندما كان طفلا في رحلة مدرسية؟
استُعيدت اللوحة سليمة بعد أن اعترف إنغر بأنه أخفاها في حجرة سرية موجودة في طاولة غرفة المعيشة في منزل عائلته.
سرقات متكررة
على مر السنين، أدين إنغر مرارا وتكرارا بسرقات فنية وجرائم مخدرات، واستمر في جذب انتباه وسائل الإعلام. في عام 1999.
اشتهر بهروبه من سجن ذي حراسة مشددة، وأثناء هروبه أجرى مقابلات مع وسائل الإعلام والتلفزيون، مما أثار استياء الشرطة. أعيد اعتقاله لاحقا، بعد أن "جذب الانتباه بارتدائه نظارات شمسية في وقت متأخر من الليل"
تجربة مع الفنون
بدأ إنغر الرسم أثناء إقامته في السجن عام 2007، وظهر لأول مرة كفنان بسلسلة من اللوحات التجريدية التي عُرضت في معرض نرويجي عام 2011.
وعلى الرغم من مساعيه الفنية، واصل إنجر أنشطته الإجرامية. وفي عام 2015 ألقي القبض عليه واتُهم بسرقة 17 لوحة من معرض في أوسلو بعد أن ترك محفظته وبطاقة هويته في مسرح الجريمة.
توفي بال إنغر فيي عام 2014 عن مر يناهز 57 عاما. بعد أن حقق شهرة واسعة في بلاده وحول العالم، ليس في كرة القدم مثلما كان يحلم في طفولته، ولكن في عالم الجريمة.
وقال سفين غراف من فريق فاولينغا فوتبول عن إمكانيات إنغر كلاعب كرة قدم، وأشار إلى ما قاله إنغر ذات مرة "أنه على الرغم من أنه لم يكن أفضل لاعب كرة قدم، إلا أنه كان أفضل مجرم لذلك اختار هذا الطريق الذي اختار أن يسلكه"، وفقا لتقرير وكالة أسوشيتد برس.
طالع أيضا