أعلنت إسرائيل، عصر اليوم الجمعة، رسميًا، أنها لن تلتزم بالموعد المحدد في اتفاق وقف إطلاق النار للانسحاب الكامل من جنوب لبنان والذي كان من المقرر أن يتم خلال 60 يومًا، وينتهي يوم الأحد المقبل.
وأوضحت أن الانسحاب التدريجي مرتبط بانتشار الجيش اللبناني وتطبيقه الكامل للاتفاق، بالإضافة إلى انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.
وقال مكتب نتنياهو إن "دولة إسرائيل لن تعرّض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستصرّ على التنفيذ الكامل لهدف القتال في الشمال؛ العودة الآمنة للسكان إلى منازلهم".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وفي وقت سابق اليوم قالت مصادر إسرائيلية، إنّ الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من القطاع الشرقي من جنوب لبنان وسيبدأ بإعادة الانتشار في القطاع الغربي، في حين انتهى اجتماع المجلس الأمني المصغر (الكابينت)، دون اتخاذ أي قرار حاسم، مع التأكيد على وجود توافق بشأن إبقاء القوات الإسرائيلية ضمن مناطق انتشارها الحالي.
وأوضحت مصادر إسرائيلية أن اجتماع المجلس الوزاري السياسي الأمني أكد أن الجيش لا يعتزم الانسحاب الكامل في هذه المرحلة، وأنه مستعد للرد على أي خروقات يرتكبها حزب الله.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي سيواصل انتشاره في جنوب لبنان بعد مرور ال 60 يومًا المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بسبب "عدم التزام الجيش اللبناني بالإجراءات المتفق عليها"، وفق ما نُقِل عن الحكومة الإسرائيلية.
وطلبت إسرائيل، أمس الخميس، من واشنطن تمديد فترة بقاء الجيش الإسرائيلي لتدمير ما وصفته بالبنية التحتية لحزب الله.
وأكد السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايك هرتسوغ، أن مداولات تجرى بين إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهذا الشأن، بهدف تمديد السيطرة العسكرية الإسرائيلية في المنطقة.
المواقف داخل إسرائيل
قال رئيس حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس إن الجيش الإسرائيلي يجب أن يبقى في المنطقة العازلة في لبنان، معتبرًا أن على إسرائيل أن تصر على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل قبل الحكومة اللبنانية.
بدوره دعا رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، إلى عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، معتبرا ان الجيش اللبناني خرق الاتفاق بعدم انتشارة على طول الحدود، وعدم سيطرته على حزب الله أو نزع السلاح منه.
حزب الله يطالب بالالتزام الكامل
في المقابل، دعا حزب الله إلى الالتزام التام بالاتفاق، محذرًا من أن تجاوز المهلة يعد انتهاكًا للسيادة اللبنانية، مما يستوجب اتخاذ الإجراءات المناسبة.
وذكر حزب الله أن "أي تجاوز لمهلة الـ60 يوما يُعتبر تجاوزا فاضحا للاتفاق، وإمعانا في التعدي على السيادة اللبنانية، ودخول الجيش الإسرائيلي فصلا جديدا، يستوجب التعاطي معه من قبل الدولة بكل الوسائل والأساليب، التي كفلتها المواثيق الدولية بفصولها كافة، لاستعادة الأرض".
استمرار التوترات والتمشيط العسكري الإسرائيلي
في هذا السياق، قالت وكالة الأنباء اللبنانية إن قوات إسرائيلية تتوغل في بلدتي عيترون والقنطرة.
بدوره أعلن الجيش الإسرائيلي مواصلة عمليات التمشيط لإزالة التهديدات من جنوب لبنان، مع الحفاظ على تفاهمات وقف إطلاق النار وفق قوله.
خلفية الاتفاق
بدأ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وينص الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان بعد مرور ستين يومًا، على أن يصبح الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المنتشرة والمسلحة في الجنوب.
ورغم الاتفاق، يواصل الجيش الإسرائيلي خروقاته في جنوب لبنان، والتي بلغت نحو 630 خرقًا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.
تنسيق إسرائيلي-أميركي
بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أبلغ وزراء في الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماع المجلس الوزاري أن إسرائيل تنسق بشكل كامل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لضمان استمرار وقف إطلاق النار، وسط مساعٍ لإطالة أمد وجود الجيش الإسرائيلي في المنطقة.
وطالع ايضا: