أظهرت دراسة حديثة نتائج غير متوقعة حول العلاقة بين الخرف ومستوى الذكاء، حيث تبين أن الأفراد ذوي التعليم العالي يواجهون تدهورًا أسرع في وظائفهم الدماغية بمجرد تشخيصهم بالمرض.
الخرف والذكاء: دراسة تكشف العلاقة بين مستوى التعليم وسرعة التدهور المعرفي
يعود ذلك إلى مفهوم يُعرف بـ"الاحتياطي المعرفي"، الذي يشير إلى قدرة الدماغ على التكيف والعمل بكفاءة رغم الأمراض العصبية مثل الخرف والزهايمر.
يمكن تحسين هذا الاحتياطي من خلال التعليم المستمر، والأنشطة التحفيزية مثل حل الألغاز والمشاركة في الأنشطة التعليمية.
نتائج الدراسة حول التعليم والخرف
نُشرت الدراسة في المجلة الطبية البريطانية، وشملت تحليل 261 دراسة سابقة، منها 36 تناولت تأثير المستوى التعليمي على تطور الخرف.
كشفت النتائج أن متوسط العمر المتوقع للأشخاص المصابين بالخرف يتأثر بمستوى تعليمهم؛ حيث ينخفض متوسط البقاء على قيد الحياة بمقدار 0.2 سنة (حوالي شهرين ونصف) لكل سنة إضافية من التعليم.
على سبيل المثال، من المتوقع أن يعيش شخص حاصل على شهادة جامعية أقل بسنة واحدة مقارنة بشخص توقف تعليمه عند المرحلة الثانوية.
ويُعزى ذلك إلى أن الأشخاص الأكثر ذكاءً يمكنهم مقاومة التدهور المعرفي لفترة أطول قبل ظهور الأعراض، ما يؤدي إلى تشخيصهم في مراحل متأخرة، حين تكون خيارات العلاج محدودة.
تأثير العمر والجنس على متوسط البقاء
أوضحت الدراسة أن العمر والجنس يلعبان دورًا هامًا في تحديد متوسط العمر المتوقع بعد التشخيص بالخرف.
الرجال الذين تم تشخيصهم في سن 65 عامًا عاشوا بمعدل 5.7 سنوات إضافية، مقارنة بـ2.2 سنة إذا تم التشخيص في عمر 85 عامًا.
بالنسبة للنساء، بلغ متوسط البقاء 8 سنوات عند التشخيص في سن 65 عامًا، و4.5 سنوات عند التشخيص في سن 85 عامًا.
كما أظهرت الدراسة أن متوسط البقاء على قيد الحياة كان أطول بين المرضى الآسيويين مقارنة بمجموعات عرقية أخرى، وكذلك بين مرضى الزهايمر مقارنة بأشكال أخرى من الخرف.
التعليم العالي: سلاح ذو حدين
رغم أن التعليم العالي مرتبط بتسارع التدهور بعد التشخيص، إلا أنه يقلل من احتمالية الإصابة بالخرف في المقام الأول.
الأفراد ذوو التعليم العالي يمتلكون قدرة أعلى على تحمل الأضرار الدماغية بفضل الاحتياطي المعرفي.
لكن بمجرد استنفاد هذه القدرة، يتسارع تطور المرض بشكل كبير.
الخرف وأسبابه
يُعد الخرف السبب الرئيسي للوفيات في المملكة المتحدة، وينتج عن تراكم البروتينات في الدماغ.
تختلف الأعراض وسرعة التدهور بين أنواعه، لكن الزهايمر يظل الأكثر شيوعًا.
أكدت مؤسسة أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة أهمية الأنشطة الذهنية المستمرة في تعزيز صحة الدماغ وتقليل مخاطر الإصابة بالخرف.
وتشدد المؤسسة على أن "تحدي الدماغ بشكل مستمر من خلال الأنشطة التعليمية والألعاب الفكرية يسهم في تقليل احتمالات التعرض لمشكلات مثل ضعف الذاكرة والخرف".
طالع أيضًا
العلاج الوقائي: كيف تساهم الأدوية في تقليل خطر الإصابة بالخرف؟