تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ21 على التوالي، مما أسفر عن ارتقاء وإصابة العشرات من المواطنين، وإجبار مئات العائلات على النزوح.
ولمزيد من التفاصيل حول تطورات الأوضاع هناك، كانت لنا مداخلة هاتفية في برنامج "يوم جديد"، مع الصحفي علي سمودي، والذي روى لنا تفاصيل الساعات التي قضاها داخل مخيم جنين لمساعدة النازحين، وكيف نجا من الموت، وكواليس اعتقاله على يد الشرطة الإسرائيلية.
وقال إنه في ظل الحصار المتواصل على المخيم وانقطاع الصورة ومنع الطواقم الصحفية والطبية من الوصول إلى المخيم، كانت هناك فرصة لمساعدة بعض النازحين على جلب أغراضهم من داخل المخيم.
مجزرة نيسان 2002
وتابع: "المشاهد داخل المخيم أعادت إلى ذاكرتي ما حدث في مجزرة نيسان عام 2002، لا يوجد في هذه المناطق منزل أو محل أو سيارة أو أي شيء إلا وتم تجريفه وسحقه وتدمير سواء بشكل كامل أو جزئي، منازل طويت بالأرض، ومحلات تم حرقها، لا يوجد أي شيء في تلك المناطق إلا وتم الاعتداء عليه وتخريبه، المواطنين عندما شاهدوا منازلهم صعقوا لأن القوات الإسرائيلية حرقوها، ودمروا الأثاث وحولوا المنازل إلى حالة مأساوية".
الهروب من الموت ثم الاعتقال
واستطرد: "عند وصولنا إلى منطقة الساحة الرئيسية، وجدنا القوات الإسرائيلية في الجهة المقابلة، وأطلقوا النار تجاهنا ونجونا من الموت بأعجوبة، وانقسمنا إلى قمسين كنت في القسم ذو الحظ السيئ مع صحفيين آخرين، وبقينا في الجانب الغربي من المخيم، وهي منطقة معزولة، وبدأنا الاتصالات لإنقاذنا".
واستكمل: "الطائرات المسيرة كانت تحلق فوقنا، وصلت الدوريات وكان هناك أكثر من 30 جندي حاصرونا وطلبوا رفع أيدينا وصادروا هواتفنا وعزلوا كل واحد عن الآخر وحققوا معنا، وسط محاولات ترهيب وتهديد، وأطلقوا سراحنا بعد أن هددونا بالاعتقال والضابط قال لي إن هذه منطقة عمليات خطيرة وممنوع الدخول إليها، والحمدلله نجونا".
مخيم جنين تحول إلى منطقة أشباح
وأشار في ختام حديثه إلى أن المخيم أصبح منطقة أشباح، ولايوجد به أحد، مشيرًا إلى أن بعض الأهالي نزحوا إلى أقاربهم والبعض الآخر لجأ إلى المؤسسات والجمعيات التي وفرت لهم مأوى، لكن الغالبية العظمى لازالت تبحث عن أماكن تستأجرها وتقوم بالتنقل من منطقة إلى أخرى.