أعلنت ثلاث بلديات وسط قطاع غزة، الزهراء والمغراقة ووادي غزة، أن مناطقها باتت منكوبة وغير صالحة للعيش جراء الدمار الهائل الناتج عن الحرب الإسرائيلية التي استمرت لأكثر من 15 شهرًا وأثرت على كافة مناحي الحياة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده رئيس بلدية الزهراء، نضال نصار، نيابة عن البلديات الثلاث، في شارع صلاح الدين شمال الوادي.
مناطق منكوبة غير قابلة للعيش
وقال نصار إن "البلديات الثلاث تعلن أن المنطقة منكوبة وغير قابلة للعيش وتحتاج إلى إغاثة عاجلة في جميع المجالات".
وأكد أن الإبادة الإسرائيلية فرضت واقعًا جديدًا يتطلب حلولًا فورية واستراتيجيات طويلة الأمد، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي دمّر كافة المباني ومساكن المواطنين داخل نفوذ البلديات الثلاث، مما أدى إلى هدم حوالي 13 ألفًا و200 وحدة سكنية.
وأوضح نصار أن عشرات الآلاف من المواطنين أصبحوا بلا مأوى، في حين دمر الجيش آبار المياه وخزاناتها وشبكات الصرف الصحي والبنية التحتية بالكامل.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تجريف 24 بئر للمياه في البلديات الثلاث
ووفق بيان صادر عن البلديات الثلاث، فإن الجيش الإسرائيلي جرف 24 بئرًا للمياه وخزاناتها، ما تسبب في تعطيش السكان وإجبارهم على النزوح.
كما دمرت قوات الجيش آلاف الدونمات الزراعية وأعدمت الثروة الحيوانية، مما أدى إلى تدمير أهم مصادر الغذاء للسوق المحلي.
وأضاف البيان أن شبكات الصرف الصحي تعرضت للتدمير الكامل، بما في ذلك ثلاث مضخات رئيسية، ما أدى إلى تفشي الأمراض والأوبئة المعدية.
تدمير 28 منشأة تشمل مدارس وجامعات
وعلى الصعيد التعليمي، ذكر نصار أن القوات الإسرائيلية استهدفت بشكل ممنهج المنشآت التعليمية، حيث تم تدمير 28 منشأة تشمل مدارس وجامعات ورياض أطفال، مما حرم آلاف الطلبة من حقهم في التعليم.
أما القطاع الصحي، فقد أشار نصار إلى أن إسرائيل قصفت ودمرت كافة المستشفيات والمراكز الصحية، إلى جانب العديد من المنشآت العامة والخاصة، مما فاقم الأزمة الإنسانية.
خسائر بقيمة مليار دولار في البلديات الثلاث
وأوضح أن إجمالي الخسائر داخل نفوذ البلديات الثلاث يُقدر بنحو مليار دولار أميركي.
ودعا نصار المؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل لإدخال معدات وآليات لإصلاح شبكات المياه والصرف الصحي والبنية التحتية، بالإضافة إلى توفير مساكن مؤقتة (كرفانات) لإيواء المشردين، إلى حين إعادة إعمار منازلهم.
كما طالب بإعادة تأهيل الخدمات الأساسية، بما في ذلك الكهرباء والاتصالات والمرافق الصحية والتعليمية.
وأكد نصار الحاجة إلى توفير 11 ألفًا و500 وحدة سكنية مؤقتة لإيواء نحو 41 ألف مواطن فقدوا منازلهم في هذه المناطق.
إعادة الإعمار مسؤولية جماعية
وشدد نصار على أن إعادة الإعمار وتحسين الخدمات الأساسية هي مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود لضمان حياة كريمة ومستقبل مستدام للسكان المتضررين.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المناطق الثلاث كانت محاذية لمحور "نتساريم"، الذي انسحب منه الجيش الإسرائيلي صباح الأحد بعد سيطرة عليه دامت أكثر من 15 شهرًا. وجاء الانسحاب ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
اقرأ أيضا