دراسة جديدة: الزبادي يقلل مخاطر الإصابة بسرطان القولون القريب

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن معدلات الإصابة بسرطان القولون تشهد ارتفاعًا ملحوظًا بين الشباب، في ظاهرة غير واضحة الأسباب حتى الآن.

 ورغم أن العوامل الوراثية قد تلعب دورًا، إلا أن الأنظمة الغذائية غير الصحية، قلة النشاط البدني، وزيادة الوزن تعد من بين الأسباب المحتملة لهذا التزايد، وفقًا لما نشره موقع تايمز أوف إنديا.

ميكروبيوم الأمعاء.. مفتاح لصحة القولون

يضم ميكروبيوم الأمعاء أكثر من 1000 نوع من الكائنات الحية الدقيقة، التي تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وتعزيز المناعة.

وتشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة Frontiers إلى أن اختلال توازن بكتيريا الأمعاء (الخلل البكتيري) قد يساهم في الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وذلك من خلال إثارة الالتهابات وإنتاج مستقلبات ضارة قد تؤثر على الخلايا السليمة في القولون.

البروبيوتيك.. درع طبيعي لحماية القولون

تشير الأبحاث إلى أن تناول الأطعمة الغنية بـ البروبيوتيك مثل الزبادي والملفوف المخلل يمكن أن يساعد في تعزيز صحة ميكروبيوم الأمعاء، مما يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون. وتعمل البروبيوتيك على:

1-  إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) التي تعزز صحة الجهاز الهضمي.

2-  دعم المناعة وتحفيز دفاعات الجسم الطبيعية.

3-  تعزيز حاجز الأمعاء، مما يقلل من تسرب السموم إلى مجرى الدم.

4-  المساهمة في موت الخلايا السرطانية، مما قد يحد من انتشار الأورام.

دور الزبادي في الوقاية من سرطان القولون

أثبتت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Gut Microbes أن تناول الزبادي بانتظام قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بنوع عدواني من سرطان القولون.

ووفقًا للبحث الذي أجرته Mass General Brigham، فقد تم تحليل بيانات 150 ألف شخص على مدار ثلاثة عقود، حيث وجد العلماء أن الأشخاص الذين يتناولون حصتين أو أكثر من الزبادي أسبوعيًا كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان القولون القريب، وهو نوع من الأورام التي تكون إيجابية لبكتيريا Bifidobacterium المفيدة.

ما هو سرطان القولون القريب؟

يُعرف سرطان القولون القريب أيضًا باسم سرطان القولون الأيمن، ويُعد أكثر عدوانية من سرطان القولون البعيد الذي يظهر على الجانب الأيسر من القولون.

وتشير الدراسات إلى أن معدلات البقاء على قيد الحياة تكون أقل في حالات سرطان القولون القريب، ما يجعل الوقاية والتشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية.

الأسباب وعوامل الخطر المرتبطة بسرطان القولون

يحدث سرطان القولون والمستقيم عندما تنمو الخلايا غير الطبيعية في بطانة القولون أو المستقيم، وهو يعتبر ثالث أكثر أسباب الوفيات المرتبطة بالسرطان لدى الرجال، ورابع أكثر سبب لدى النساء، وفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان. تشمل عوامل الخطر ما يلي:

1-  التغيرات في البراز، مثل الإسهال أو الإمساك غير المعتاد.

2-  وجود دم في البراز، قد يكون أحمر أو أسود.

3-  الشعور بالانتفاخ وألم في المعدة.

4-  فقدان الوزن غير المبرر والتعب الشديد.

إضافة إلى ذلك، فإن العادات الغذائية غير الصحية مثل تناول اللحوم الحمراء والمصنعة بكثرة، وانخفاض استهلاك الألياف، قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

كما أن السمنة، قلة النشاط البدني، التدخين، والحرمان من النوم تعد من العوامل المساهمة في ارتفاع حالات المرض، خاصة بين الأشخاص تحت سن 55 عامًا، حيث ارتفعت معدلات الإصابة بشكل ملحوظ بين هذه الفئة.

الحليب والألياف.. عناصر أساسية للوقاية

كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة أكسفورد، ونُشرت في مجلة Nature Communications، أن تناول كوب من الحليب يوميًا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، حيث يساعد الكالسيوم الموجود في الحليب على حماية خلايا القولون من التحولات السرطانية.

كما أن تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة يساعد في إزالة المواد المسرطنة المحتملة من الجسم، ويدعم البكتيريا المعوية النافعة، مما يُعزز الوقاية من سرطان القولون والمستقيم.

طالع أيضًا

الأمعاء والمزاج: كيف يساهم توازن الأمعاء في تحسين حالتك النفسية؟