يعتبر التوتر أحد العوامل التي قد تؤثر بشكل غير مباشر على صحتنا الجسدية، وتحديدًا على الجهاز الهضمي. بينما يركز معظمنا على كيفية تأثير القلق على صحتنا النفسية، قد يغفل الكثيرون عن الرابط الوثيق بين الحالة العاطفية وأداء الأمعاء
فالتوتر والمشاعر السلبية قد تؤدي إلى اضطرابات في تدفق الصفراء، مما يسبب مشاكل في هضم الدهون وامتصاص العناصر المغذية الأساسية.
في هذا المقال، نستعرض كيف يمكن للتوتر أن يعطل وظيفة الجهاز الهضمي، ما يؤدي إلى مشكلات صحية قد تتراوح من الانتفاخ والإمساك إلى تأثيرات أكثر تعقيدًا على توازن الكائنات الدقيقة في الأمعاء.
التوتر وتأثيره على صحة الجهاز الهضمي
حيث كشف الدكتور رومان مالكوف، طبيب الباطنة الروسي، أن التوتر والمشاعر السلبية قد يكون لهما تأثير سلبي كبير على الجهاز الهضمي.
وأوضح أن التوتر يؤدي إلى تشنجات في القناة الصفراوية، مما يعطل تدفق الصفراء، التي تلعب دورًا أساسيًا في عملية الهضم.
فالصفراء تساهم في تحلل وامتصاص الدهون والفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون مثل A و D و E و K.
وأضاف مالكوف أن قلة تدفق الصفراء تؤدي إلى شطر غير كامل للدهون، ما يسبب الانتفاخ والشعور بالثقل والإمساك. كما يؤدي نقص الصفراء إلى ضعف امتصاص العناصر المغذية، مما قد ينتج عنه نقص في الفيتامينات والمعادن، وبالتالي ظهور أعراض جديدة لمشاكل صحية مختلفة.
وأشار إلى أن نقص الفيتامينات مثل D والحديد يمكن أن يساهم في الشعور بالتعب وانخفاض الطاقة، وقد يصل الأمر إلى الاكتئاب.
من جانب آخر، تزيد حالات التوتر والقلق من نمو البكتيريا والفطريات المسببة للأمراض، مثل المبيضات، ما يؤدي إلى اختلال توازن الكائنات الدقيقة في الأمعاء وبالتالي التأثير على مستويات السيروتونين، وهو الناقل العصبي الذي يؤثر بشكل مباشر على المزاج.
كما يمكن أن يتسبب القلق أيضًا في ظهور أعراض مشابهة لأعراض القولون العصبي، حيث قد تخفي هذه الأعراض وجود التهابات طفيلية.
وأوضح مالكوف أن بعض الأطعمة مثل السوشي والأسماك المملحة قد تحتوي على بيوض الديدان الطفيلية في حال كانت مصنوعة من منتجات منخفضة الجودة، مما يعرض الشخص لخطر الإصابة.
نصائح لتحسين صحة الأمعاء من خلال التغذية
ونصح مالكوف لتحسين صحة الأمعاء والحالة النفسية بضرورة إضافة أطعمة تدعم تدفق الصفراء، مثل زيت الزيتون، الأفوكادو، الخضروات الورقية، والمكسرات.
كما أكد على أهمية تقنيات الاسترخاء مثل التأمل وتقنيات التنفس والعلاج النفسي في السيطرة على التوتر والقلق، حيث أن التحكم في الحالة العاطفية يساعد في تحسين وظيفة الأمعاء.
طالع أيضًا