عند الجلوس أمام المدفأة ومشاهدة ألسنة اللهب المتراقصة، قد يثير فضولك سؤال مهم: لماذا يتمدد الخشب عند تعرضه للحرارة بينما تحافظ المعادن على استقرارها؟
يُعد الخشب مادة مسامية تتأثر بشكل كبير بتغيرات الرطوبة، مما يؤدي إلى تمدده وانكماشه بشكل واضح.
ويرجع ذلك إلى تركيبته العضوية التي تتكون من السليلوز واللجنين، وهما بوليمران طبيعيان يشكلان أليافًا مرتبة في اتجاه معين.
يمتلئ الخشب بفراغات صغيرة بين الألياف، مما يسمح له بامتصاص الماء والرطوبة من الهواء. وعندما يحدث ذلك، تنتفخ الألياف وتتمدد، مما يؤدي إلى زيادة حجم الخشب.
أما عند فقدان الرطوبة، فإن الألياف تنكمش، ما يقلل من حجمه، وتُعرف هذه الظاهرة بـ"دورة الرطوبة"، وهي العامل الأساسي وراء تمدد وانكماش الخشب.
يختلف تأثير التمدد والانكماش في الخشب وفقًا لاتجاه الألياف، حيث يكون أكبر في الاتجاه العمودي عليها وأقل في الاتجاه الموازي لها.
استقرار المعادن وعدم تأثرها بالرطوبة
على عكس الخشب، تُعد المعادن مواد غير عضوية ذات كثافة عالية، وتتكون من ذرات مرتبة في نمط بلوري محكم، مما يمنحها قوة ترابط كبيرة.
وعلى الرغم من أن المعادن تتمدد وتنكمش بفعل تغير درجة الحرارة، إلا أن هذا التغير يكون طفيفًا جدًا مقارنة بالخشب، مما يجعلها أكثر استقرارًا في أبعادها.
كما أن المعادن لا تمتص الرطوبة مثل الخشب، ما يضمن بقائها ثابتة في مختلف الظروف البيئية.
طالع أيضًا
