في خطوة تُعتبر إنجازًا طبيًا طال انتظاره، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عن موافقتها على أول دواء لعلاج قضمة الصقيع، وهو عقار "إيلوبروست" (Iloprost) الذي يحمل الاسم التجاري "Aurlumyn".
يُعد هذا التطور ثورة في علاج الحالات الشديدة من قضمة الصقيع، التي كانت تتطلب في كثير من الأحيان بتر الأطراف المتضررة. فما تفاصيل هذا العلاج الجديد، وكيف يعمل على إنقاذ الأنسجة المصابة؟
ما هي قضمة الصقيع؟ ولماذا تحتاج إلى علاج دوائي؟
تحدث قضمة الصقيع عند تعرض أنسجة الجسم لدرجات حرارة شديدة البرودة، مما يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية في الأطراف للحفاظ على تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية.
ومع استمرار التعرض للبرد القارس، قد تتضرر الأنسجة بشكل دائم، مما يجعل البتر الحل الوحيد في بعض الحالات المتقدمة.
كيف يعمل عقار "إيلوبروست"؟
قبل تطويره لعلاج قضمة الصقيع، كان "إيلوبروست" يُستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي، لكنه أظهر قدرة فعالة على توسيع الأوعية الدموية ومنع تجلط الدم، مما يجعله مثاليًا لإنقاذ الأنسجة المتضررة من الصقيع.
فوائد العلاج وفقًا للتجارب السريرية:
1- أظهرت الدراسات أن 60% من المرضى الذين لم يتلقوا الدواء احتاجوا إلى البتر.
2- في المقابل، لم يحتاج أي من المرضى الذين عولجوا بـ"إيلوبروست" إلى عمليات بتر، مما يدل على فعاليته الكبيرة في حماية الأطراف من التلف الدائم.
لماذا يُعتبر هذا الدواء إنجازًا مهمًا؟
في الدول ذات المناخ البارد القاسي مثل فنلندا وكندا وروسيا، يعاني آلاف الأشخاص سنويًا من حالات خطيرة من قضمة الصقيع. تشير الإحصائيات إلى أن:
1- 12% من السكان في الدول الباردة يعانون من قضمة الصقيع الخفيفة سنويًا.
2- 1.1% يواجهون حالات شديدة قد تتطلب تدخلاً طبيًا عاجلًا.
3- لذلك، يُعد توفر علاج دوائي معتمد لأول مرة بمثابة إنجاز طبي كبير، يمكن أن يغير حياة الأشخاص الذين يعيشون في هذه المناطق، خاصة العاملين في بيئات شديدة البرودة.
مع هذا التطور العلمي، قد تتأثر بعض العادات والتقاليد الغريبة، مثل "مشروب الإصبع المتجمد" الشهير في مدينة داوسون الكندية، حيث يتم تقديم كوكتيل يحتوي على إصبع مبتور بسبب قضمة الصقيع! ومع توفر العلاج الجديد، قد يصبح العثور على هذه "المكونات النادرة" أكثر صعوبة في المستقبل.
طالع أيضًا
الأدوية الضوئية: ابتكار جديد لعلاج الصدفية وتقليل الآثار الجانبية