أعلنت وزارة التعليم في غزة انطلاق العام الدراسي الجديد رغم الدمار الذي تعرضت له الأبنية المدرسية في القطاع.
وانطلقت العملية التعليمة الوجاهية في قطاع غزة، الأحد، لأول مرة منذ أكثر من 15 شهرا داخل المدارس الحكومية.
وللتفاصيل حول إمكانية انتظام العملية التعليمية في قطاع غزة، كان لنا حديث مع الصحافية مشيرة توفيق من قطاع غزة، عبر مداخلة لبرنامج أول خبر.
وترى مشيرة توفيق، إنه يبدو صعبًا بل مستحيل في ظل ما تعرضت له البيئة التعليمية في غزة من تدمير ممنهج خلال الأشهر الماضية، خاصة وأن الناس تتخوف من عودتها بين الحين والآخر.
وأشارت إلى أن وزارة التربية والتعليم العالي، أصدرت بيانًا الجمعة الماضية حول استئناف العمل على المسيرة التعليمية للعام الدراسي 2024/2025، بعد أن كانت قد أنهت خطتها للعمل على التعليم للعام السابق 2023/2024.
طريقتان لاستكمال الدراسة في غزة
وأعربت عن مدى القلق حيال "فرص طلابنا وأبنائنا في الالتحاق بالمدارس الوجاهية خلال العامين الحالي والسابق".
وأضافت أن الوزارة قالت إنها ستكمل العمل بنظامين وهما المدارس الافتراضية والتعليم عبر المساحات التعليمية غير الرسمية فيما تبقى من غرف صفّيّة قائمة في المدارس والنقاط التعليمية التي تشرف على العمل بها، منظمات دولية أو مؤسسات المجتمع المدني والمبادرات المحلية، وفق معايير الوزارة.
المدارس الافتراضية
وأوضحت أن المدارس الافتراضية هي مدارس تضم طلاب من صفوف مختلفة، ينضموا إليها من منازلهم، وهي أشبه بفكرة التعلم عن بعد، وتركز على أربع مواد أساسية، هي اللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم.
وكشفت أن هذه المدارس بدأ الطلاب الدراسة بها منذ أكتوبر 2024، وانتهى العام مع وقف إطلاق النار، لكنه كان يواجه صعوبات ولم ينضم جميع الطلاب لتلك المدارس لعدم توافر الإنترنت والكهرباء.
معاناة الأهالي في شراء الدفاتر الدراسية
ووصفت مشيرة توفيق، معاناة الطلاب اليومية مع محاولة الاستمرار في التعليم، بأنهم "في مواجهة مع حرب يومية"، وذلك بالإضافة إلى ما وصفته من معاناة الأهالي، حيث أن الدفتر الواحد الذي يكتب فيه الطالب، يُكلّف الأسرة 10 شواكل وأكثر، مع عدم توفر الكتب، موضحة أن ثمنه قبل الحرب كان شيكل واحد أو اثنين، وأن هذا الدفتر يكفي الطالب لأسبوعين بحد أقصى مع خطة توفير لاستهلاك الأوراق، ما يكلف الأسر جهدا كبيرا.
"التعليم" تحصر الأضرار وتطالب الأهالي بإعادة الأثاث المستعار
الجدير بالذكر أن وكيل وزارة التربية والتعليم العالي في غزة خالد أبو ندى، كان قد قال إن وزارته عكفت منذ بدء سريان الهدنة على عقد اللقاءات مع المديرين العامين وأعضاء لجنة الطوارئ ومديري التربية والتعليم ومديري المدارس، لمناقشة الإسراع في حصر الأضرار بقطاع التعليم العام، بهدف وضع خطة لانطلاق العام الدراسي الجديد، السبت المقبل.
وأضاف وكيل وزارة التربية والتعليم العالي، في بيان، أن الوزارة والمديريات بدأت قبل فترة بالعمل الفعلي لصيانة وترميم وتنظيف المدارس، وإزالة الركام، ومحاولة توفير الأثاث الطلابي والمكتبي.
ودعا وكيل وزارة التربية والتعليم العالي، الفلسطينيين لتسليم ما لديهم من أثاث مدرسي اضطرتهم ظروف الحرب لاستعارته.
وأشار إلى أن أطقم الوزارة في كل من غزة ورام الله تعمل على مدار الساعة، بهدف تذليل العقبات لعقد جلسات امتحانات الثانوية العامة، التي توقع أن تبدأ مارس المقبل.
ودعا الجميع للعمل على تضافر الجهود لإعادة المسيرة التعليمية إلى ما كانت عليه قبل حرب الإبادة الإجرامية، التي شنها الاحتلال على قطاع غزة.