نشر معهد القدس للدراسات الاستراتيجية دراسة أعدها الباحث ياجيل هنكين، تناولت سبل تعامل إسرائيل مع الوجود العسكري المصري المتزايد في سيناء.
وأوضحت الدراسة، التي نُشرت عبر الموقع الإسرائيلي "Makor Rishon"، أن إسرائيل تتابع بقلق تصاعد التحركات العسكرية المصرية، رغم عدم اعتبار القاهرة تهديدًا مباشرًا في الوقت الحالي.
الضغط الدبلوماسي والحذر الاستراتيجي
وأوصت الدراسة باللجوء إلى الضغط الدبلوماسي والحذر الاستراتيجي، مع تعزيز الثقة بين البلدين ومراقبة التحركات العسكرية بدقة للحفاظ على اتفاقية السلام.
وأشارت الدراسة إلى وجود نحو 100 دبابة في العريش، إلى جانب قوات مدرعة قرب الحدود مع غزة، مؤكدة أن هذه التعزيزات ليست وليدة اللحظة، بل باتت محور نقاش داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
التحركات في سيناء تثير القلق
في هذا السياق، نقلت الدراسة تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي المنتهية ولايته، هرتسلي هاليفي، الذي قال: "لا نرى مصر تهديدًا آنيًا، لكن التحركات في سيناء تثير قلقنا وتستوجب المتابعة".
كما تطرقت الدراسة إلى تأثير هذه التطورات على الملحق العسكري لاتفاقية السلام، الذي جعل سيناء منطقة منزوعة السلاح، لكنه خضع لتعديلات في السنوات الأخيرة، سمحت لمصر بإرسال قوات إضافية لمحاربة تنظيم "داعش"، وهو ما أدى إلى بقاء بعض هذه القوات بشكل دائم، مما أثار مخاوف تل أبيب من تغير ميزان القوى.
وأبرزت الدراسة توجه مصر لتعزيز قدراتها العسكرية عبر صفقات تسليح ضخمة، من بينها صفقة بقيمة 1.66 مليار دولار مع كوريا الجنوبية لتوريد مدافع ذاتية الحركة، وصفقة مع الولايات المتحدة بقيمة 929 مليون دولار لتحديث السفن والرادارات، بالإضافة إلى صفقة بـ5 مليارات دولار لتحديث دبابات "أبرامز"، واتفاق مع فرنسا بقيمة 3.75 مليار يورو لشراء 30 طائرة "رافال"، مع احتمال شراء 20 طائرة إضافية.
تطوير البنية التحتية العسكرية في سيناء
إلى جانب التسليح، تعمل مصر على تطوير بنيتها التحتية العسكرية في سيناء، من خلال بناء قواعد عسكرية، مهابط طائرات، ومستودعات للذخيرة والوقود، مما يعزز قدرتها على التحرك السريع في المنطقة.
ورغم ذلك، أكدت الدراسة أن هذا التوسع العسكري لا يعني بالضرورة نية المواجهة مع إسرائيل، بل قد يكون جزءًا من استراتيجية لتعزيز الأمن الداخلي وحماية الحدود.
وحذر هنكين من أن أي خرق غير مقصود لاتفاقية السلام قد يؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه، مشددًا على أهمية الحفاظ على قنوات الاتصال بين الطرفين لتجنب أي تدهور مفاجئ في العلاقات.
اقرأ أيضا
