كشفت دراسة حديثة من وحدة أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى كيتيرنج العام في بريطانيا عن مفارقة طبية تتعلق بالصيام ومرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي.
فبينما أظهرت النتائج تحسنًا طفيفًا في بعض المؤشرات الصحية مثل فقدان الوزن وتحسين مستويات الدهون لدى المرضى الذين صاموا خلال شهر رمضان، إلا أن الدراسة حذّرت من المخاطر المحتملة التي قد تتفاقم نتيجة الامتناع الطويل عن الطعام والسوائل، خاصةً للفئات الأكثر عرضة للخطر.
الصيام وتأثيره على مرضى الكبد الدهني
أظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "لانسيت لأمراض الجهاز الهضمي والكبد"، أن بعض مرضى الكبد الدهني الذين صاموا لاحظوا تحسنًا طفيفًا في الوزن ومستويات الدهون.
في المقابل، أكدت أن الصيام لفترات طويلة قد يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية، خاصةً لمن يعانون من السمنة، مقاومة الأنسولين، أو ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية.
لهذا السبب، أوصت الدراسة بضرورة تقييم الحالة الصحية لكل مريض بشكل فردي قبل اتخاذ قرار الصيام، لتحديد مدى أمانه بناءً على الوضع الصحي للمريض.
مخاطر الصيام لمرضى الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي
رغم الفوائد المحتملة للصيام، فإن بعض المخاطر الصحية قد تؤدي إلى تفاقم حالة المرضى، ومنها:
1-انخفاض مستويات الطاقة والإرهاق الشديد
يؤدي الامتناع عن الطعام لفترات طويلة إلى نقص الجلوكوز في الدم، مما قد يضعف قدرة الجسم على أداء وظائفه الحيوية بكفاءة، ويسبب الإرهاق والضعف البدني.
2-زيادة تراكم الدهون في الكبد
عند الصيام لفترات طويلة، يعتمد الجسم على الدهون كمصدر للطاقة، لكن في بعض الحالات قد يؤدي ذلك إلى تراكم أكبر للدهون في الكبد، مما قد يزيد من تفاقم المرض.
3-اضطرابات في توازن السوائل والمعادن
الامتناع عن شرب الماء لفترات طويلة قد يسبب الجفاف ويؤثر على توازن المعادن الأساسية في الجسم، مما يزيد من الضغط على الكبد ويؤثر سلبًا على وظائفه.
4-زيادة الالتهابات والإجهاد التأكسدي
نقص الطعام والسوائل قد يزيد من مستويات الالتهابات في الجسم، مما يزيد من خطر تلف خلايا الكبد ويؤدي إلى الإجهاد التأكسدي، وهو أحد العوامل التي تساهم في تفاقم مرض الكبد الدهني.
5-تفاقم مقاومة الأنسولين وارتفاع نسبة السكر في الدم
قد يؤدي الصيام إلى زيادة مقاومة الأنسولين، مما يجعل الجسم غير قادر على استخدام السكر بكفاءة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم وزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
6-اضطرابات التمثيل الغذائي وزيادة الدهون الضارة
الامتناع عن الطعام لفترات طويلة قد يؤدي إلى خلل في عملية الأيض، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
توصيات للمرضى قبل اتخاذ قرار الصيام
وفقًا للدراسة، يجب على مرضى الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي استشارة الطبيب قبل الصيام، خصوصًا إذا كانوا ضمن الفئات عالية الخطورة. وإليك بعض التوصيات:
1- استشارة الطبيب المختص لتقييم مدى أمان الصيام بناءً على الحالة الصحية.
2- مراقبة مستويات السكر في الدم خلال الصيام لتجنب المضاعفات الخطيرة.
3- الحفاظ على ترطيب الجسم من خلال تناول كميات كافية من السوائل خلال ساعات الإفطار.
4- الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات التي قد تزيد من تدهور وظائف الكبد.
5- تناول وجبات صغيرة ومتوازنة بدلاً من الإفطار بكميات كبيرة دفعة واحدة.
6- ممارسة نشاط بدني معتدل خلال ساعات الإفطار لتحسين عملية الأيض.
طالع أيضًا