في عالم مليء بالحركة والتغيير، تتجلى الجلطات الدموية كتذكير قوي بقوة وضعف الجسم البشري في آنٍ واحد.
إنها ليست مجرد كتل صغيرة من الدم، بل هي حالة طبية خطيرة تستدعي الاهتمام الفوري والعلاج السريع.
وتتنوع أنواع الجلطات وأعراضها، من الساقين المتورمتين إلى الصداع الشديد المفاجئ، مما يجعلها تهدد حياة كل من تصيبه.
ومن العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بخطر الجلطة الدموية، العمر والسمنة والتدخين والحمل والتاريخ العائلي والأمراض المزمنة، فما هي أنواعها وأعراضها وطرق علاجها؟.
مفهوم الجلطة الدموية وما هي أنواعها؟
الجلطة الدموية، هي تكوّن كتلة من الخلايا الدموية داخل الأوعية الدموية، مما يعرقل تدفّق الدم.
ويمكن أن تحدث هذه الجلطات في أي جزء من الجسم، وتكون ذات خطورة عالية عندما تحدث في الأوردة أو الشرايين، حيث يمكن أن تسبب انسداداً لتدفّق الدم إلى أعضاء حيوية مثل القلب أو الدماغ.
ووفقًا لموقع " Cleveland Clinic " فإن أنواع الجلطات كالآتي:
الجلطات الوريدية
1- الخثار الوريدي العميق: حيث تتشكل هذه الجلطات في الأوردة العميقة في الساقين، وقد تحدث أيضًا في مناطق أخرى من الجسم.
2- الانسداد الرئوي: يحدث عندما تنتقل جلطة من الوريد العميق إلى الرئتين، مما يسبب انسدادًا في الأوعية الدموية الرئوية.
الجلطات الشريانية
تحدث في الشرايين، ويمكن أن تؤدي إلى حالات خطيرة مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
ما هي أعراض الجلطة الدموية؟
من الأعراض الشائعة للجلطة الدموية حسب كل نوع وفقًا لموقع " health direct " ما يلي:
1- أعراض الجلطات الوريدية
1- تورم في ساق واحدة أو ذراع واحد فقط.
2- ألم أو حنان في الساق أو الذراع يزداد عند الوقوف أو المشي.
3- أحمرار وسخونة الجلد فوق الجلطة عند اللمس.
4- زيادة وضوح الأوردة تحت الجلد.
2- أعراض الانسداد الرئوي
1- ضيق التنفس الشديد والمفاجئ.
2- ألم في الصدر يتفاقم مع التنفس العميق أو السعال.
3- سعال مصحوب بالدم.
4- دوخة أو فقدان الوعي.
3- أعراض الجلطات الشريانية (مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية)
النوبة القلبية
1- ضغط أو ثقل في الصدر يمتد إلى الذراع أو الفك أو الرقبة أو الظهر.
2- ضيق التنفس.
3- عرق بارد.
4- غثيان أو قيء.
5- دوخة أو فقدان الوعي.
السكتة الدماغية
1- صعوبة في الكلام أو فهم الكلام، رؤية مزدوجة أو فقدان الرؤية.
2- ضعف أو تنميل في الوجه أو الذراع أو الساق جهة واحدة.
3- صداع شديد ومفاجئ بدون سبب معروف.
4- دوخة أو فقدان التنسيق.
4- أعراض الجلطات في أماكن أخرى
1- الجلطة المعوية: ألم شديد في البطن، غثيان، قيء، وإسهال دموي.
2- الجلطة الكلوية: ألم في أسفل الظهر أو الجانب، دم في البول، وانخفاض كمية البول.
أسباب الجلطة الدموية
1- تلف جدار الوعاء الدموي: يمكن للضرر الناتج عن الإصابات أو الجراحات أن يسبب تكوين جلطات دموية.
2- الالتهابات الأوعية الدموية: التهاب الأوعية الناتج عن العدوى أو أمراض مثل التهاب الأوعية الدموية يزيد من خطر تكوينها.
3- الأمراض المزمنة: مثل تصلب الشرايين الذي يزيد من تراكم الدهون على جدران الأوعية الدموية ويزيد من خطر الجلطات.
4- تغيرات في تدفق الدم: مثل الركود الدموي نتيجة للجلوس لفترات طويلة في الطائرات أو البقاء في السرير لفترات طويلة، مما يسهم في تكوين الجلطات.
5- اضطرابات القلب: مثل الرجفان الأذيني الذي يمكن أن يسبب تدفق دم غير منتظم، مما يجعله عرضه لتكوينها.
6- اضطرابات التخثر: بعض الحالات الوراثية أو المكتسبة تزيد من خطر تكوين الجلطات بسبب زيادة تخثر الدم.
7- الأدوية: بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل أو الهرمونات البديلة يمكن أن تزيد من خطر تكوين الجلطات.
8- الأمراض المزمنة: مثل السرطان وأمراض الكلى والكبد التي تؤثر على مكونات الدم وتجعلها أكثر عرضة للتجلط.
علاج الجلطة الدموية
علاج الجلطة الدموية، يهدف إلى منع نمو الجلطة، ومنع تكوّن جلطات جديدة، وتقليل خطر المضاعفات مثل الانسداد الرئوي أو السكتة الدماغية، تشمل العلاجات المستخدمة الآتي:
1- الأدوية المضادة للتخثر (مميعات الدم) مثل الهيبارين والوارفارين (الكومادين).
2- مضادات التخثر الجديدة عن طريق الفم (NOACs) مثل الريفاروكسابان (Xarelto)، والأبيكسابان (Eliquis)، والدابيغاتران (Pradaxa).
3- الأدوية المذيبة للجلطة (Thrombolytics) مثل ألتيبليز (tPA).
4- الجراحة والإجراءات التداخلية لإزالة الجلطة جراحيًا (Thrombectomy).
كيفية الوقاية من التعرض للجلطة
1- لتجنب تكوين الجلطات الدموية، يتطلب الأمر اتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية الفعّالة، منها:
2- ممارسة الرياضة بانتظام: مثل المشي، السباحة، وركوب الدراجة، لتعزيز الدورة الدموية والوقاية من الركود الدموي.
3- الحركة الدورية: ينبغي الوقوف والتحرك بانتظام إذا كنت تجلس لفترات طويلة لتحسين تدفق الدم.
4- تناول غذاء متوازن: يشمل الألياف، الخضروات، والفواكه، للحفاظ على الوزن الصحي.
5- شرب الماء بانتظام: للحفاظ على لزوجة الدم ومنع تكوين الجلطات.
6- الإقلاع عن التدخين: لتحسين صحة الأوعية الدموية وتقليل الجلطات.
7- استخدام الجوارب الضاغطة: لتحسين تدفق الدم في الساقين، خاصة لأولئك الذين يتعرضون للإصابة بها.
8- متابعة الحالات الطبية المزمنة: مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، لتقليل خطر الجلطات.
طالع أيضًا