قال الدكتور مصطفى البرغوثي، رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية، إن الموقف العربي الذي ظهر في بيان القمة العربية، أمس الثلاثاء، به جوانب مختلفة.
وأضاف البرغوثي، في مداخلة لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن البيان لم يكن به قرار استراتيجي بمواجهة إسرائيل، ولم يكن به القرار الذي "طمحنا أن يحدث وهو كسر الحصار على غزة"، لكن أهم شيء أنها قررت بكل وضوح وصراحة التصدي لمؤامرة التطهير العرقي وذلك بالإجماع.
وأكد أن كسر الحصار على غزة والتطهير العرقي، هما المحوران الرئيسيان لنهج نتنياهو وسياسته الفاشية، وهما ما دعمهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوضوح.
الفلسطينيون أصبحوا مدعومين من كل العرب
وأشار إلى أن القمة أصدرت رؤية لإعادة الإعمار، ما يعني أن الفلسطينيين "مدعومين من كل العرب"، ولديهم موقف واضح مما قاله ترامب، معتبرا أن معارضته للبيان الذي صدر بالأمس هو نوع من التفاوض؛ لأنه استند للموقف الإسرائيلي الذي سارع لرفض ما صدر في القمة.
وأوضح البرغوثي أنه عندما يقول ترامب إنه عارض فمعناه أنه يريد فتح المجال للحوار حول الخطة، مضيفًا "ولكن موضوع التطهير العرقي حُسم حسما كاملا لأنه ليس فقط مصر والأردن والسعودية يرفضون ولكن الآن كل الدول العربية تدعم هذا الرفض".
وحول تطبيق الخطة المصرية لإعادة الإعمار، والتي يعد جزءا رئيسيا منها نزع سلاح حماس، تساءل البرغوثي "لماذا يجري الحديث عن سلاح حماس فقط ولا يجري الحديث عن السلاح الإسرائيلي".
واستشهد بما حدث عندما فُرضت منطقة عازلة بين مصر وسوريا ولم يكن الأمر يقتصر على الجانب المصري.
البرغوثي: كنت أُفضّل أن يصدر هذا القرار عن القمة العربية
وأضاف: "كنت أُفضِّل أن يصدر عن القمة قرار دعم تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطينية وكان واجب الرئيس الفلسطيني أن يطرحه لكنه لم يفعل".
وشدد على أن القرار كان يجب أن يصدر لأن وجود حكومة وفاق وطني يحسم الخلاف ويُظهر أن هناك وفاق وطني فلسطيني ويضمن وحدة غزة والضفة، ولا يترك مجالا للعبث بفكرة مَن يمثل الفلسطينيين أو يتحدث باسمهم، مشددا على أن الوحدة الوطنية هي السلاح الجامع الذي نحتاجه الآن.
واعتبر أن إعادة الإعمار هي موضوع جوهري، ولكن أهم شيء جرى في القمة هو "الموقف الحاسم القاطع الصريح كالشمس، عندما قيل لترامب لا للتطهير العرقي".
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أعلن خلال كلمته أمام القمة العربية الطارئة المنعقدة في القاهرة، الثلاثاء، عن إصدار عفو عام عن جميع المفصولين من حركة فتح، واستحداث منصب نائب لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتنفيذ ذلك، إلى جانب عقد المجلس المركزي الفلسطيني قريبًا
وقال عباس إن هذه الخطوة تأتي في إطار إعادة هيكلة الأطر القيادية الفلسطينية وضخ دماء جديدة في المنظمة وحركة فتح وأجهزة الدولة.
كما عرض عباس الرؤية الفلسطينية لمستقبل الصراع، مشددا على رفض تهجير الفلسطينيين، وضرورة إعادة إعمار قطاع غزة بوجود أهله، تحت إشراف السلطة الفلسطينية.
طالع أيضًا:
حماس تعلن موقفها من إدارة غزة وإسرائيل تحذر من استئناف الحرب