عندما يُنصح بعدم تقبيل الأطفال الصغار حفاظًا على صحتهم، يتبادر إلى الذهن عادة الخوف من نقل العدوى التنفسية، مثل نزلات البرد والإنفلونزا، من البالغين إلى الأطفال.
لكن حالة نادرة في بريطانيا كشفت عن خطر جديد أكثر خطورة، يتمثل في انتقال فيروس الهربس إلى الأطفال من خلال التقبيل، ما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة على العين.
قصة الطفل جوان.. كيف تسبب الهربس في فقدان بصره؟
واجه جوان، طفل بريطاني، خطر فقدان عينه اليسرى بعد إصابته بفيروس الهربس، الذي أدى إلى ظهور بثور وتكوّن ثقب بحجم 4 ملم في القرنية، وهي الطبقة الشفافة الأمامية للعين.
بدأت معاناة جوان في أغسطس من العام الماضي عندما لاحظ والداه التهابًا في عينه. وبعد يومين فقط، أدركت والدته، ميشيل سايمان، أن الأمر أخطر مما توقعا.
أكد الأطباء بعد الفحوصات أن جوان أصيب بفيروس الهربس البسيط، الذي تسبب في قرحة باردة في عينه. ورغم أن والديه خاليان من الفيروس، رجح الأطباء أن الفيروس انتقل إلى الطفل عبر قبلة من شخص مصاب ببثور الهربس. صرحت ميشيل:
"كان من الممكن أن ينتقل الفيروس بواسطة شخص لديه بثور نشطة وقام بتقبيل طفلنا بالقرب من عينه، أو على يده التي لمس بها عينه لاحقًا."
ورغم محاولات الأطباء لاحتواء العدوى، تسببت الإصابة في أضرار جسيمة لقرنية جوان، ما أدى إلى فقدانه الإحساس في عينه تمامًا.
كيف ينتقل فيروس الهربس؟
يرتبط فيروس الهربس البسيط عادة بالعدوى التي تظهر في الفم والوجه، مثل تقرحات البرد أو القروح الهربسية حول الفم. وينتقل الفيروس بشكل رئيسي من خلال:
1- الاتصال المباشر بجلد شخص مصاب.
2- ملامسة الأسطح الملوثة مثل المناشف أو الأدوات الشخصية.
3- التقبيل، خاصة إذا كان الشخص مصابًا ببثور نشطة.
ورغم عدم وجود علاج نهائي للهربس، إلا أنه يمكن التحكم في الأعراض وتقليل تكرار العدوى باستخدام مضادات الفيروسات مثل الأسيكلوفير أو فامسيكلوفير.
لماذا الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالهربس؟
يعتبر جهاز المناعة لدى الطفل يبدأ في التكون أثناء الحمل، لكنه لا يكون مكتملاً عند الولادة.
يحتاج الطفل إلى وقت لتطوير خلايا المناعة المختلفة (مثل الخلايا التائية والخلايا البائية) التي تلعب دورًا أساسيًا في محاربة العدوى.
"الأطفال الصغار لا ينتجون الأجسام المضادة بنفس كفاءة البالغين، وهي جزء أساسي من جهاز المناعة، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات. لذلك ننصح دائمًا بتجنب تقبيل الأطفال لحمايتهم من مسببات الأمراض."
المخاطر المحتملة لإصابة الأطفال بالهربس
على الرغم من أن العدوى التنفسية مثل نزلات البرد والإنفلونزا هي الأكثر شيوعًا عند الأطفال، فإن الإصابة بالهربس تُعد نادرة لكنها خطيرة عند حدوثها. قد تؤدي إلى:
1- التهاب العين الذي قد يتسبب في أضرار دائمة للقرنية.
2- انتقال العدوى إلى الدماغ، ما قد يسبب مضاعفات خطيرة.
3- ضعف البصر أو فقدانه بشكل كامل، كما حدث في حالة الطفل جوان.
تحذير للأهالي.. لا تستهينوا بالمخاطر
وجهت ميشيل، والدة جوان، تحذيرًا صارمًا للآباء بضرورة منع الأقارب والأصدقاء من تقبيل أطفالهم الرضع، قائلة:
"كنت أسمع هذا التحذير مرارًا، لكن لم أكن أهتم به. كنت أعتقد: ما أسوأ ما يمكن أن يحدث؟ لكنني كنت مخطئة جدًا."
تسلط هذه الواقعة الضوء على أهمية حماية الأطفال من مسببات العدوى، ليس فقط لحمايتهم من الأمراض التنفسية، بل أيضًا من الفيروسات الخطيرة مثل الهربس، التي قد تؤدي إلى مضاعفات دائمة على الصحة.
طالع أيضًا
