صرّح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بأن الوضع الحالي في جنوب السودان يعيد إلى الأذهان ذكريات الحروب الأهلية التي شهدتها البلاد في عامي 2013 و2016، والتي أسفرت عن مقتل حوالي 400 ألف شخص.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في نيويورك، حيث أعرب عن قلقه العميق إزاء تصاعد التوترات السياسية والأمنية في البلاد.
الوضع في جنوب السودان يُعيد ذكريات الحروب الأهلية
وأشار جوتيريش إلى أن اتفاق السلام لعام 2018، الذي كان من المفترض أن ينهي الحرب الأهلية ويؤسس لحكومة وحدة وطنية، أصبح في حالة من الفوضى.
وأوضح أن اعتقال النائب الأول للرئيس، ريك مشار، ووضعه قيد الإقامة الجبرية في العاصمة جوبا، أدى إلى تقويض الاتفاق وزيادة الانقسامات بين الأطراف السياسية.
وأكد الأمين العام أن جنوب السودان يواجه "عاصفة كاملة" من الأزمات، بما في ذلك تصاعد الاشتباكات المسلحة، والقصف الجوي الذي يستهدف المدنيين، وانتشار وباء الكوليرا، بالإضافة إلى أزمة النزوح التي أدت إلى عبور أكثر من مليون شخص الحدود منذ بدء القتال.
كما أشار إلى الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد، حيث تراجعت عائدات النفط وارتفع معدل التضخم بشكل كبير.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ودعا جوتيريش قادة جنوب السودان إلى وضع الأسلحة جانبًا والتركيز على مصالح الشعب، مشددًا على أهمية الحوار وخفض التصعيد لتجنب انزلاق البلاد إلى حرب أهلية جديدة.
كما طالب بالإفراج عن المسؤولين المحتجزين واستعادة حكومة الوحدة الوطنية بشكل كامل، مع الالتزام بتنفيذ اتفاق السلام كإطار قانوني لإجراء انتخابات سلمية في المستقبل.
وفي ختام تصريحاته، حث الأمين العام المجتمع الدولي والإقليمي على التحدث بصوت واحد لدعم عملية السلام ومنع أي محاولات لتقويضها.
وأكد أن الأمم المتحدة ستواصل العمل بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) لتحقيق الاستقرار في جنوب السودان.
طالع أيضًا:
جوتيريش يدين تصعيد العنف في المناطق الساحلية بسوريا