أصدرت المحكمة العليا في الولايات المتحدة، اليوم، قرارًا يسمح للإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب بالمضي قدمًا في ترحيل عدد من المهاجرين إلى جنوب السودان، بعد معركة قانونية استمرت لأشهر، ويُعد هذا القرار تطورًا لافتًا في ملف الهجرة، ويعكس توجهًا أكثر تشددًا في التعامل مع بعض فئات المهاجرين، رغم التحذيرات الحقوقية من تداعيات الترحيل على الأوضاع الإنسانية.
قرار قضائي يعزز صلاحيات السلطة التنفيذية
جاء القرار بأغلبية أصوات قضاة المحكمة العليا، حيث رأت الأغلبية أن السلطة التنفيذية تملك الصلاحية القانونية لترحيل المهاجرين الذين انتهت صلاحية إقامتهم أو رفضت طلباتهم، حتى في حال وجود تحديات أمنية أو إنسانية في بلدانهم الأصلية.
وقال القاضي نيل غورساتش، في رأي الأغلبية: "الدستور يمنح الحكومة الفيدرالية سلطة تقديرية واسعة في إدارة ملف الهجرة، والمحاكم ليست الجهة المخولة لإعادة تقييم قرارات الترحيل ما لم تكن هناك انتهاكات قانونية واضحة."
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ردود فعل حقوقية ودولية
أثار القرار موجة من الانتقادات من قبل منظمات حقوق الإنسان، التي حذرت من أن ترحيل المهاجرين إلى جنوب السودان قد يعرضهم لمخاطر جسيمة، في ظل استمرار التحديات الأمنية والاقتصادية في البلاد.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيان لها: "قرار المحكمة العليا يفتح الباب أمام ترحيل أفراد إلى بيئة غير آمنة، ويجب على الإدارة الأميركية أن توازن بين تطبيق القانون وحماية حقوق الإنسان."
من جهتها، أعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها، داعية إلى "ضمان أن أي عملية ترحيل تتم وفقًا للمعايير الدولية، وبما يحفظ كرامة وسلامة الأفراد."
إدارة ترامب: تنفيذ القانون أولًا
رحبت إدارة ترامب بالقرار، معتبرة أنه "انتصار للسيادة القانونية"، وأكدت أنها ستبدأ بتنفيذ أوامر الترحيل وفقًا للإجراءات المعتمدة، وقال متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي: "نحن ملتزمون بتطبيق القانون، وسنواصل العمل لضمان أن نظام الهجرة الأميركي يخدم مصالح البلاد ويحترم سيادتها."
بين القانون والإنسانية
بينما ترى الإدارة الأميركية أن القرار يعزز من قدرتها على ضبط ملف الهجرة، ترى منظمات حقوقية أن الترحيل إلى مناطق غير مستقرة مثل جنوب السودان يتطلب مراجعة دقيقة لكل حالة على حدة، وفي ظل هذا التباين، يبقى مصير المهاجرين معلقًا بين نصوص القانون ونداءات الإنسانية.
طالع أيضًا:
حماس: نجري مشاورات مع الفصائل الفلسطينية وسنبلغ الوسطاء بالقرار النهائي