يستمر اجتياح الجيش الإسرائيلي لمدينة ومخيم طولكرم لليوم الـ والـ78، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ64، وسط تصعيد ميداني مستمر، مترافق مع إطلاق نار كثيف، ونزوح قسري، وانتشار واسع للآليات العسكرية، وفرق المشاة.
ودفعت قوات الجيش بتعزيزات عسكرية إضافية من فرق المشاة والآليات إلى مخيم طولكرم، وسط أعمال تفتيش وتمشيط في حاراته التي أصبحت فارغة من السكان بعد تهجيرهم قسرا من منازلهم، وخالية تماما من مظاهر الحياة، بعد تدمير كامل للبنية التحتية وتخريب وهدم وحرق للمنازل والمنشآت.
كما شهد مخيم نور شمس صباح اليوم إطلاقا كثيفا للرصاص الحي، بالتزامن مع سماع دوي انفجارات، وانتشار واسع لجنود الجيش الإسرائيلي في منطقة جبل النصر، وسط حصار مطبق يعيشه المخيم يمنع من خلاله الدخول إليه أو الخروج منه.
ولمزيد من التفاصيل أجرينا ضمن برنامج "أول خبر" مداخلة مع الصحافي معين شديد من طولكرم، حول العمليات العسكرية الإسرائيلية في مخيمات الضفة الغربية.
وقال شديد إن الممارسات متواصلة والعدوان متواصل على أكثر من جبهة وبأكثر من شكل، وإن الأوضاع قاسية وصعبة مع استمرار العدوان واقتحامات المنازل والتهجير القسري.
طولكرم بلا سكان
وأكد أن مخيم طولكرم خال تماما من السكان، ولا يوجد بداخله أي مواطن، أما المباني فهي موجودة لكن لحق بها دمار كبير في مختلف أنحاء المخيم، حيث هناك آلاف الوحدات السكنية لم تعد صالحة للسكن.
وأوضح أن الجرافات قامت بضرب القواعد الاساسية للمنازل والمحال التجارية، وأنهم يوميا يقومون بالدخول لمنازل عديدة للتأكد من عدم عودة أي من المواطنين لمنازلهم لإخراج بعض مقتنياتهم.
الجيش الإسرائيلي يواجه نفسه!
أكد معين شديد أنه لا توجد مواجهات بين الجيش وأي طرف في مخيم طولكرم، وأن الجيش الإسرائيلي وحده هو من يقوم بإطلاق النار وأعمال التفجير للمنازل وإحراقها ويقوم بتحركات هنا وهناك لإثبات وجوده داخل المخيم ومحيطه ويحاصره، ويقوم بالسيطرة على بنايات تطل على المخيم من الجهة الشمالية.
وأشار إلى أن الأحداث تدور أكثر في مخيم نور شمس، وتحديدا منطقتي جبل الصالحين وجبل النصر، والتي تعتبر خارج النطاق الجغرافي للمخيم، وكذلك منطقة المحجر، مؤكدا أن الجيش يوميا يقوم باقتحام منازل عديدة ويُمهل سكانها ربما دقائق للخروج.
ماذا يفعل من يخرج من المخيمات؟
أوضح معين شديد أن هناك نحو 24 ألف مواطن خرجوا من المخيَّمين، حيث أُجبروا قسرا على الخروج، وهم يتواجدون في أطراف المخيم في ضاحية جنابة والعديد من قرى وبلدات المحافظة، ومنهم من لجأ لأقارب لهم في مخيمات أخرى مثل قلقيلية ونابلس ورام الله، وقسم منهم في مراكز الإيواء التي وصلتها وزارة التنمية والمحافظة لهم سواء في المدارس والمساجد والقاعات العامة والنوادي الرياضية.
وأسفر الاجتياح الإسرائيلي وتصعيده المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها عن ارتقاء 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات.
كما تسبب في نزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، إلى جانب عشرات العائلات من الحي الشمالي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية.