يرى الدكتور محجوب الزويري، المختص العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة قطر، أن الانسحاب الإسرائيلي من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في يناير الماضي أضاف تعقيدا مضاعفا في عملية التفاوض.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية في برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن تراجع إسرائيل عن تنفيذ كافة مراحل الاتفاق الأخير، خلق واقعا جديدًا مبنيا على عدم التزام إسرائيل، إضافة إلى تراجع أولوية غزة في السياسة الخارجية الأمريكية.
وأوضح: "الولايات المتحدة الأمريكية مشغولة الآن في ملفات إيران، الحوثيين، روسيا، وقد تكون غزة هي الملف الرابع في ترتيب أولوياتها، ولا يوقظه سوى ظهور بعض الفيديوهات عن بعض المحتجزين وهنا يثار البيت الأبيض لعدة دقائق ثم ينتهي الموضوع".
من التعقيد إلى التعقيد
واستطرد: "هناك حديث عن جهود حثيثة وسرية والمقصود هنا التفاوض بعيدا عن أي محاولة تسري، لأنه نتنياهو كان يتهم رئيس الشاباك أنه كان يقوم بتسريب المفاوضات، وإسرائيل وضعت مطلب إنهاء التسليح، ونزع السلاح في غزة، وهو ما يزيد من التعقيد، لأن حماس قالت إن هذا الأمر غير قابل للتفاوض، وهذا يعني أن الأمور تتجه من التعقيد إلى التعقيد".
وقال "الزويري" إن الفكرة الأساسية من هذا الأمر أن نتنياهو يريد إضافة مزيدا من الحيرة والإرباك في عملية التفاوض عن طريق فرض مطالب جديدة يعرف أن أمريكا سوف تقبلها، بينما حماس سوف ترفضها، مما يشكل عامل ضغط من قبل الولايات المتحدة على حماس.
وتابع: "أمريكا لم تعد معنية بالموضوع الآن، وترامب كان يهتم بوقف الحرب قبل تولي منصبه في يناير الماضي، لكنه الآن لا يبدو متحمسًا لإنهاء الأمر، والدليل هو أنه استسلم تمامًا إلى السردية الإسرائيلية بالكامل، وهي سردية لا تبقي مجالا للتفاوض والاستماع إلى مطالب الآخرين".
