حوّلت القوات الإسرائيلية، أمس السبت، مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، تزامنًا مع احتفالات الكنائس المسيحية بسبت النور في كنيسة القيامة.
وشملت الإجراءات الأمنية نشر عدد كبير من الحواجز العسكرية في منطقة باب العامود وأحياء البلدة القديمة، مما أعاق وصول المصلين إلى الكنيسة للاحتفال بالمناسبة الدينية.
ولمزيد من التفاصيل كانت لنا مداخلة ضمن برنامج "احنا والشمس جيران" مع مراسل راديو الشمس بالقدس الصحافي ينال جبارين، والذي قال إن هناك حالة من التقييدات الشديدة خاصة من بعد ما حدث في جبل ميرون.
وأكد جبارين على أن الشرطة فرضت قيودًا مشددة على الحواجز المحيطة بمدينة القدس، مما حال دون وصول آلاف المواطنين المسيحيين من الضفة الغربية إلى المدينة المقدسة للمشاركة في الاحتفالات.
حيث اقتصرت احتفالات عيد الفصح على إقامة القداديس والصلوات داخل الكنائس، حيث ألغت الكنائس جميع المظاهر الاحتفالية والمسيرات الكشفية بسبب القيود الأمنية المفروضة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
واستطرد جبارين قالا إنه في كل عام تقوم الشرطة الإسرائيلية بالتعامل مع هذا اليوم وكأنه يوم مقدس جدًا ولكن من ناحية أخرى كأنه يوم لا يُسمح للجميع فيه بالعبادة ولا يٌسمح للجميع فيه بالوصول إلى كنيسة القيامة.
وأضاف أن أهالي البلدة القديمة هم فقط من كان بإمكانهم الدخول إلى البلدة القديمة ولكن السياح والأهالي من الشمال وآخرين لا يمكنهم الدخول إلا بواسطة الحصول على "سوارة" من قبل الكنائس.
وأشار إلى أن ما تم تداوله بين الناس أمس، هو أن هذه السوارة كانت تباع، ووصلت لدرجة أنه من أجل الوصول لحق العبادة كان الناس يشترون هذا السوار.
وأكد أن السلطة أمرت بمنع الكثيرين من الوصول لباحة سطح كنيسة القيامة الساحة، بينما الناس كانت تحاول الذهاب وكانت هناك محاولات لدفع الناس.
اليوم الشرطة الإسرائيلية تفتح الطرق
وأوضح جبارين أن الشرطة اليوم فتحت كل الطرق ودخل الناس الذين لم يستطيعوا الدخول أمس، وأصبح المكان ممتلئا.
وذكرت مصادر كنسية أن السلطات الإسرائيلية أصدرت فقط 6 آلاف تصريح للمسيحيين الفلسطينيين من محافظات الضفة الغربية، رغم أن عدد المسيحيين في تلك المناطق يُقدر بحوالي خمسين ألف شخص.
وهذا التقييد أثار استياءً واسعًا بين المواطنين الذين حُرموا من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية.
وترأس بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس، ثيوفيلوس الثالث، صلاة خاصة في "القبر المقدس" داخل كنيسة القيامة لاستقبال "النور المقدس"، الذي يتم نقله لاحقًا إلى مختلف الكنائس في فلسطين وخارجها.
وتأتي هذه الإجراءات في ظل انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان التي تعتبر القيود الإسرائيلية انتهاكًا لحرية العبادة.
كما دعت جهات فلسطينية ودولية إلى احترام حقوق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية دون قيود أو مضايقات.
وبهذا، تستمر القيود الإسرائيلية في التأثير على حياة الفلسطينيين، حتى في المناسبات الدينية التي تحمل طابعًا روحانيًا خاصًا.