كشف مركز حقوقي فلسطيني أن عدد الصحفيين الذين ارتقوا في قطاع غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي هو الأعلى في العالم، مؤكدًا أن إسرائيل تستهدف الصحفيين بشكل ممنهج بهدف ترهيبهم ومنعهم من نقل الحقيقة إلى العالم.
وأوضح المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن عدد الصحفيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023 بلغ 212 صحفيًا، بينهم 13 صحفية، وهو الرقم الأعلى عالميًا منذ بدء الإحصاء الرسمي لضحايا الصحافة عام 1992.
وأشار المركز إلى أن الغالبية العظمى من الصحفيين ارتقوا جراء غارات جوية نفذتها الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع، بينما قُتل آخرون برصاص قناصة إسرائيليين أثناء تغطيتهم للأحداث الميدانية.
وأكد المركز الحقوقي أن استهداف الصحفيين في غزة "جزء لا يتجزأ من جريمة الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين، مشددًا على أن قتل الصحفيين بشكل متعمد يهدف إلى إسكات الأصوات الإعلامية التي تنقل وقائع الهجوم إلى العالم.
وأضاف أن هذه الجرائم تدخل ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية وفقًا للمادة 8 من نظام روما الأساسي، مطالبًا المدعي العام للمحكمة بتسريع التحقيقات في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين الفلسطينيين.
وفي السياق ذاته، دعا المركز المجتمع الدولي إلى إدانة استهداف الصحفيين بشكل علني والضغط على إسرائيل لوقف هذه الجرائم فورًا، محذرًا من أن استمرار إفلات إسرائيل من العقاب يشجعها على ارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق الصحفيين وعائلاتهم.
كما طالب الاتحاد الدولي للصحفيين والمنظمات الحقوقية الدولية باتخاذ إجراءات قانونية لملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية.
ويُذكر أن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة كان قد ندد مرارًا بالاستهداف الممنهج للصحفيين الفلسطينيين، داعيًا إلى توفير حماية دولية للعاملين في المجال الإعلامي داخل القطاع.
ومع استمرار الهجوم الإسرائيلي، يبقى الصحفيون في غزة في مواجهة خطر الموت أثناء أداء واجبهم المهني، وسط صمت دولي مريب تجاه هذه الجرائم المتصاعدة.
طالع أيضًا:
ارتقاء 209 صحافيين في غزة.. والنقابة: استهدافنا جزء من الإبادة الجماعية وإخفاء الحقيقة