كشفت دراسة طبية حديثة أن بعض أنواع البكتيريا الموجودة داخل الفم قد تكون مرتبطة بظهور نوبات الصداع النصفي، مما يسلّط الضوء على دور ميكروبيوم الفم في التأثير على صحة الدماغ والجهاز العصبي.
بحسب الدراسة التي أجرتها جامعة سيدني ونشرها موقع "Web MD"، يُعتبر ميكروبيوم الفم ثاني أكثر البيئات الميكروبية تنوعًا في الجسم بعد الأمعاء، حيث يحتوي على حوالي 700 نوع من البكتيريا والفيروسات والفطريات.
وتلعب هذه الميكروبات دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الجسم.
تحليل عينات اللعاب يكشف العلاقة بين الصداع والبكتيريا
أجريت الدراسة على أكثر من 150 امرأة تقل أعمارهن عن 75 عامًا، حيث خضعن لتقييمات تتعلق بالصداع النصفي، والآلام الجسدية المختلفة مثل الصداع وآلام البطن.
وتم جمع عينات من لعاب المشاركات لفحص مكونات ميكروبيوم الفم، وكشفت النتائج عن علاقة قوية بين نوعية الميكروبات الفموية وحدوث الصداع النصفي.
بكتيريا محددة تُتهم بالتسبب في الصداع النصفي
من بين النتائج المثيرة التي توصلت إليها الدراسة، برز نوع من البكتيريا يُعرف باسم المتفطرة اللعابية، والتي وُجدت بشكل واضح لدى المصابين بالصداع النصفي.
كما أظهرت الدراسة أن آلام الفك يمكن أن تنتقل إلى أعلى الرأس مسببة صداعًا نصفيًا حادًا.
ارتباط بين بكتيريا الفم وأمراض التهابية أخرى
أشارت الدراسة إلى وجود بكتيريا فموية أخرى تُدعى (Aa)، تقوم بإنتاج ببتيدات تحفّز الجسم على تكوين أجسام مضادة قد تؤدي إلى تطور التهاب المفاصل الروماتويدي.
كما لوحظت مستويات عالية من ببتيد يُعرف باسم الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين، والذي يُعد أحد العوامل المسببة للصداع النصفي، لدى الأشخاص الذين يعانون من التهاب دواعم السن والصداع النصفي المزمن.
دعم علمي من دراسات سابقة
تتوافق هذه النتائج مع أبحاث سابقة. فقد كشفت دراسة أجريت عام 2016 في جامعة كاليفورنيا – سان دييغو، عن وجود كميات أعلى من البكتيريا المختزلة للنترات في أفواه مرضى الصداع النصفي.
كما ربطت دراسة كورية نُشرت عام 2020 بين الصداع النصفي واضطرابات المفصل الصدغي الفكي (TMJ)، وهو المفصل الذي يربط الفك بالجمجمة.
دور العوامل الوراثية في الإصابة بالصداع النصفي
إلى جانب دور الميكروبات، تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في احتمالية الإصابة بالصداع النصفي، إذ تشير التقديرات إلى أن ما بين 40% إلى 50% من هذا الخطر يعود إلى الجينات، وتشير الأبحاث إلى وجود عدة جينات تسهم في زيادة احتمالية الإصابة.
طالع أيضًا
على رأسهم الحوامل.. 4 أنواع من النساء أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية