مدّدت محكمة الصلح في مدينة حيفا، اعتقال سناء سلامة دقة، أرملة الأسير الراحل وليد دقة، حتى يوم الثلاثاء المقبل.
وجاء اعتقال سلامة أثناء تواجدها برفقة ابنتها ميلاد في مدينة القدس، أمس الخميس، حيث أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها أقدمت على الخطوة بإيعاز مباشر من المفتش العام، داني ليفي، استجابة لمطالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي دعا إلى ترحيلها خارج البلاد.
الادعاء: "تحريض ضد الدولة والجيش"
وزعمت الشرطة في بيان لها أن سلامة اعتُقلت بناء على منشورات تحريضية نسبت لها ضد "دولة إسرائيل وجنود الجيش"، مضيفة أن اعتقالها جاء "بناء على طلب النيابة العامة هذا الأسبوع، بالتحقيق معها على خلفية أفعالها".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ولمزيد من التفاصيل حول القضية، كانت لنا مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" مع المحامي علاء تلاوي، المترافع عن سناء سلامة دقة، وأكد تلاوي أن الموضوع ليس ملف قضايا، وإنما ملف سياسي بحت، معتبرًا أن المؤسسة الموجودة هي "بخدمة بن غفير".
وقال إن ملف من هذا الشكل بدأ بشكوى من الوزير نفسه وبإيعاز من المفتش العام، مستدلا بذلك على أن الملف سياسي بحت وجاء لأسباب سياسية بحتة.
وأضاف: "لا شك أنه السيدة سناء هي شخصية بارزة في المجتمع، وفعّالة من ناحية حقوق الإنسان، وهي تعبر عن رأيها وعن آرائها ومواقفها السياسية الموجودة اليوم، ولكن بين التعبير والنشر وبين التحريض هناك فرق كبير جدا".
المحامي: "منشورات التهمة" منذ العام الماضي
وأشار إلى أن الوزير بن غفير قرر بالفترة الأخيرة أن يُفعّل القانون الذي يسلب المواطنة والجنسية، وكانت سناء هي إحدى الشخصيات البارزة التي قرر أن يجرب أن يسلبها المواطنة، ولكي يقوي موقفه أمام وزير الداخلية، افتعل هذا الملف، وسيَّس موضوع سناء، حيث قدم الشكوى، وأجرى الاعتقال، لكي يساعده هذا الشيء في توجهاته لوزير الداخلية.
وأكد المحامي أن السيدة سناء دقة تكتب كثيرا، وتكتب أشياء موضوعية، راقية، وتعتبر آراء، مشيرا إلى أن المنشور الأخير الذي كتبته، والذي "يدّعون أنه يشكل تهمة"، كان في شهر فبراير.
واستطرد قائلا: نحن نعرف أن السيدة سناء شخصية غير مختفية وهي في العلن وحساباتها على مواقع التواصل مفتوحة للجميع وأغلب منشورتها عن ما تفعله حول قضية زوجها وليد، وابنتها، وغيرها من الأمور الشخصية العادية، وهي لا تختبئ خلف أي إطار.
علاء تلاوي: المؤسسة القضائية تخدم اليمين
وأوضح أن الملف استند على منشور منذ فبراير 2025، وآخر منذ عام 2024، مشيرا إلى أن الحاكم نفسه قال "أنا لا أعلم لماذا جئتم اليوم ولم تتخذوا موقفا بشأن هذه الأمور من قبل".
وأشار إلى أن الجو الموجود اليوم والمؤسسة القضائية هي في خدمة الشرطة بأغلب الحالات، مضيفًا "المؤسسة القضائية اليوم تخدم اليمين، وكل حرية التعبير عن الرأي تتوقف عند العربي، إذا العربي قال رأيه فتكون هناك مخالفة، أما إذا يهودي يقول نفس الرأي فذلك مسموح".
زوجة وليد دقة وأسير تاريخي
سناء سلامة دقة هي زوجة الراحل الأسير وليد دقة، ابن مدينة باقة الغربية، الذي ارتقى في نيسان/ أبريل 2024 داخل السجون الإسرائيلية بعد صراع طويل مع المرض، وبعد أن قضى 38 عامًا في الأسر، كان خلالها أحد أبرز الأسرى الفلسطينيين من الداخل.
ورغم مرور أكثر من عام على ارتقائه، لا تزال السلطات الإسرائيلية تحتجز جثمانه، وترفض تسليمه لعائلته لدفنه، بموجب قرار سابق من المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية (الكابينيت)، الذي أقر في أيلول/ سبتمبر 2024، عدم تسليم جثامين سبعة ضحايا من مناطق الـ 48.
وبموجب قانون المواطنة لعام 1952، الذي طلب فوجل بموجبه سحب جنسية عودة، فإن وزير الداخلية الإسرائيلي مخول بسحب الجنسية من أي شخص أدين في المحكمة بدعم الإرهاب أو التحريض على الإرهاب أو تلقي أموال فيما يتصل بالإرهاب، وفق القانون الإسرائيلي.