في ظل تزايد مشكلات الظهر في العصر الحديث، بدأ البعض يعيد النظر في عادة قديمة تعود إلى آلاف السنين، وهي النوم على الأرض.
هذه العادة البسيطة قد تحمل في طياتها فوائد كبيرة لاستقامة العمود الفقري وتقليل آلام الظهر.
استقامة العمود الفقري: بين التشخيص والتعامل مع الألم
لطالما اعتُقد أن الراحة الجسدية تتطلب الفراش الناعم والمراتب الفخمة، لكن في السنوات الأخيرة بدأ التساؤل حول ما إذا كان النوم على سطح صلب، كالذي توفره الأرض، قد يكون أكثر فائدة للعمود الفقري.
تشير أبحاث حديثة إلى أن هذا الأسلوب قد يساعد في استعادة توازن العمود الفقري وتحسين الحالة الصحية للجسم.
لماذا النوم على الأرض؟
يرى المدافعون عن هذه العادة أن الإنسان تطور ونشأ ليرتاح على أسطح صلبة قبل اختراع الفراش.
عبر ملايين السنين، كان النوم على الأرض أو على أسطح صلبة هو الأمر الطبيعي، دون انتشار مشكلات انحناء العمود الفقري أو آلام أسفل الظهر كما نلاحظ في المجتمعات الحديثة التي تعتمد على مراتب ناعمة.
ويشير أخصائيو العلاج اليدوي إلى أن النوم على سطح صلب يسمح للجسم بالتمدد في وضعية طبيعية صحيحة، مما يعزز استقامة العمود الفقري ويمنع الغوص في أوضاع غير صحية شائعة مع المراتب اللينة.
أدلة علمية تدعم الفكرة
دراسات حديثة تثبت تأثير نوع المرتبة وصلابتها على صحة الظهر، مثل دراسة في مجلة العلاج الطبيعي اليابانية التي أظهرت تحسناً في آلام أسفل الظهر المزمنة لدى المشاركين الذين ناموا على حصائر رقيقة فوق الأرض مقارنة بمن ناموا على مراتب إسفنجية سميكة.
كذلك، دراسة منشورة في "Spine Journal" أكدت أن صلابة المرتبة تؤثر بشكل مباشر على محاذاة العمود الفقري أثناء النوم، ما يؤثر بدوره على الألم وجودة الحياة.
تحذيرات وتحفظات مهمة
رغم الفوائد المحتملة، لا يناسب النوم على الأرض الجميع. كبار السن، ومن يعانون من مشاكل في المفاصل أو التهابات الأعصاب، قد يجدون هذه الطريقة مزعجة أو مؤلمة.
كما أن عوامل البيئة المحيطة مثل البرودة، الرطوبة، أو صلابة الأرض قد تزيد من الانزعاج.
تجربة بسيطة تعيد التوازن للجسم
النوم على الأرض ليس حلاً سحرياً، لكنه تجربة طبيعية قد تساعد البعض في استعادة التوازن الجسدي والتخفيف من آلام الظهر.
هذه العادة القديمة تعيدنا إلى جذورنا، وتمنح أجسامنا فرصة للاستماع إلى ما تحتاجه فطرتنا الصحية.
طالع أيضًا
ألم مفاجئ يوقف العرض: هل كاد كيس المبيض يهدد حياة مايلي سايرس؟