في الوقت الذي تزداد فيه تحذيرات منظمة الصحة العالمية من "وباء الجلوس"، يطرح العلماء سؤالًا مثيرًا: ماذا سيحدث إذا قررت التوقف عن الجلوس لمدة شهر؟
قد يبدو الأمر مستحيلًا للوهلة الأولى، لكن الأبحاث تشير إلى فوائد صحية قد تغير حياتك بشكل جذري.
دعونا نستكشف معًا كيف يمكن أن تؤثر هذه التجربة على صحتك الجسدية والعقلية.
الجلوس الطويل: خطر يهدد صحتك دون أن تشعر
أصبحت فترات الجلوس الطويلة جزءًا من روتين حياتنا اليومية، مع تزايد الوظائف المكتبية واعتمادنا المتزايد على الشاشات.
ولكن، هل كنت تعلم أن الجلوس لفترات طويلة قد يكون من أخطر الممارسات التي نمارسها يوميًا دون وعي؟
تشير الدراسات الحديثة إلى أن الجلوس لساعات متواصلة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، السكري، اضطرابات الدورة الدموية، وحتى بعض أنواع السرطان.
والأسوأ من ذلك أن هذه المخاطر لا تختفي تمامًا حتى مع ممارسة الرياضة لاحقًا إذا استمرت فترات الجلوس الطويلة بشكل يومي.
ماذا يحدث إذا توقفت عن الجلوس؟
الآن، تخيل أنك قررت عكس هذا النمط بالكامل. ماذا لو قضيت شهرًا كاملاً دون أن تجلس؟ بدلاً من الجلوس، تعتمد على الوقوف والمشي، وربما حتى العمل أثناء التنقل.
أظهرت دراسة نشرت في "المجلة البريطانية للطب الرياضي" أن تقليل وقت الجلوس إلى أقل من ثلاث ساعات يوميًا يمكن أن يطيل متوسط العمر المتوقع لمدة تصل إلى عامين.
إن باحثين من جامعة كولومبيا أكدوا أن استبدال 30 دقيقة فقط من الجلوس بنشاط خفيف، مثل المشي أو الوقوف، يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 17%.
الفوائد الصحية للتوقف عن الجلوس
في تجارب واقعية، أفاد الأشخاص الذين شاركوا في تحديات "شهر بلا جلوس" بتحسن في مستويات الطاقة، وتراجع في آلام الظهر والرقبة، وتحسن ملحوظ في المزاج العام وجودة النوم.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة من "مايو كلينك" أن الأشخاص الذين يتحركون بشكل متكرر، حتى من خلال الوقوف أو المشي البطيء أثناء المكالمات الهاتفية، يحرقون مئات السعرات الحرارية يوميًا دون الحاجة لممارسة تمارين رياضية.
طالع أيضًا
مفاجأة دراسة صينية: الهواتف المحمولة تزيد من آلام الرقبة بنسبة 82%
