أعلنت حملة أسطول الحرية، صباح اليوم الاثنين، أن سفينتها الإنسانية "مادلين"، والتي كانت في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر، قد تعرضت لعملية اختطاف عسكرية نفذتها قوات كوماندوز إسرائيلية في عرض البحر.
ودعا التحالف إلى تحرك عاجل من قبل وزارات الخارجية في الدول المعنية لضمان سلامة النشطاء على السفينة وعودتهم الآمنة إلى أوطانهم.
انقطاع الاتصال بشكل كامل مع السفينة مادلين
ووفقا لبيان التحالف، انقطع الاتصال بشكل كامل مع السفينة "مادلين" فجر اليوم، بعد أن صعدت وحدات من قوات شاييطت 13 الإسرائيلية - وهي وحدة كوماندوز بحري نخبوية تابعة للجيش الإسرائيلي، على متنها، حيث اعتقلت الطاقم وبدأت بسحب السفينة باتجاه ميناء أسدود الإسرائيلي.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن مصادر أمنية أن العملية تمت دون إصابات، وسط تحليق مكثف لطائرات إسرائيلية بدون طيار قامت برش مادة بيضاء غامضة على سطح السفينة، فيما يُرجّح أنها وسيلة لتحديد الموقع أو للتخويف.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
إجراء أمني روتيني
فيما وصفت إسرائيل الخطوة بأنها "إجراء أمني روتيني لمنع خرق منطقة محظورة".
من جانبها، أكدت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، أن "مادلين" لم تشكّل أي تهديد، وإسرائيل لا تملك أي سلطة قانونية لاعتراض السفينة في المياه الدولية، مؤكدة أن مادلين كانت في مهمة إنسانية صِرفة".
وفي تصريحات سابقة فجرًا، كشفت ألبانيزي أن خمسة زوارق عسكرية إسرائيلية طوّقت السفينة، فيما أطلق القبطان نداءً للركّاب بالتحلي بالهدوء وارتداء سترات النجاة.
"نحن محاصرون"... رسائل من الداخل
فيما بثّت النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن تسجيلًا مصورًا من داخل السفينة، تزامنًا مع إطلاق صافرات الإنذار، وعلّقت بالقول: "إنهم هنا".
أما الناشط تياغو أفيلا، فكتب: "نحن محاصرون الآن بواسطة سفن الجيش الإسرائيلي، لم يتواصلوا معنا، فقط يراقبون".
وأضاف لاحقًا أن الزوارق اقتربت من السفينة في المياه الإقليمية قرب السواحل المصرية، ثم انسحبت دون احتكاك مباشر، قبل أن تعود لاحقًا وتبدأ عملية السيطرة.
إسرائيل: ليست مساعدات بل دعاية
من جهتها، حاولت وزارة الخارجية الإسرائيلية الدفاع عن الخطوة عبر بيان باللغة الإنجليزية جاء فيه: "السفينة ليست إنسانية بل أداة دعائية، نُطالب بإرسال المساعدات من خلال القنوات الرسمية، وليس عبر محاولات استفزازية".
وأضافت أن الناشطين سيتم إعادتهم إلى دولهم فور وصول السفينة إلى الشواطئ الإسرائيلية، مشيرة إلى أنه لم يكن هناك تواصل مباشر مع السفينة قبل اعتراضها، باستثناء تحذير عبر نظام اتصالات دولي بضرورة تغيير المسار.
تنفيذ عملية هادئة للسيطرة على مادلين
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت، مساء الأحد، أن الأجهزة الأمنية قررت تنفيذ "عملية هادئة" للسيطرة على "مادلين"، لتجنب أي تصعيد أو إحراج دبلوماسي.
وكشفت قناة "كان 11" أن وحدة "شاييطت 13" أجرت تدريبات لمحاكاة السيطرة غير العنيفة.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي رفيع: "سوف نسيطر على السفينة بهدوء، نعتقلهم ونرحلهم إلى بلادهم في الليلة ذاتها".
رغم كل التهديدات، أصرّ المشاركون على المضي قدمًا نحو غزة، حيث قال الناشط التركي حسين شعيب: "ما زلنا نتقدم نحو غزة، هذه ساعات حاسمة إذا لم يتم اعتراضنا، سنصل غدًا".
من جهته، اعتبر زاهر بيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، أن الهجمة على "مادلين" تؤكد مدى قلق إسرائيل من أي محاولة دولية لكسر الحصار حتى وإن كانت رمزية.
اقرأ أيضا
تمهيدًا للسيطرة عليها.. البحرية الإسرائيلية تطوق سفينة "مادلين" قبالة غزة
