تواصل قوات الجيش الإسرائيلي حربها على قطاع غزة، لليوم الـ86 منذ استئناف العمليات العسكرية في مارس الماضي، وسط غارات جوية وقصفا عنيفا على مناطق متفرقة، وفرض حصار مشدد، تسبب في أزمة إنسانية خانقة وحالة تجويع غير مسبوقة.
وارتكبت قوات الجيش الإسرائيلي مجزرة جديدة فجر اليوم الأربعاء، وأطلقت النار على جموع النازحين المنتظرين للمساعدات الإنسانية قرب ما يعرف بـ"محور نتساريم" جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى ارتقاء 25 فلسطينيا على الأقل، إضافة إلى عدد من الجرحى.
ووصل 10 ضحايا إلى مستشفى الشفاء، في حين استقبل مستشفى القدس 6 ضحايا و95 إصابة، نتيجة إطلاق النار على نازحين احتشدوا قرب نقطة توزيع تديرها شركة أمريكية.
ارتفاع حصيلة الضحايا في غزة لـ54.981
ووفقا لبيان وزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتفع عدد الضحايا في قطاع غزة إلى 54,981، بينما تجاوز عدد الجرحى 126,920 مصابا منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
واتهم خبراء تابعين للأمم المتحدة، إسرائيل بارتكاب جريمة ضد الإنسانية تنطوي على إبادة، نتيجة استهدافها المدنيين الذين لجأوا إلى المدارس والمواقع الدينية، ضمن حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية، وفقا لوكالة رويترز.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ولفتت اللجنة الأممية إلى أن إسرائيل دمرت أكثر من 90% من مباني المدارس والجامعات، وأكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية في غزة، مؤكدة ارتكاب قوات الجيش الإسرائيلي لجرائم حرب تمثّلت في الهجمات المتعمدة على المدنيين، والمرافق التعليمية، والقتل العمد.
ويستمر القصف الإسرائيلي بلا هوادة، تاركا خلفه ضحايا من المدنيين في كل مكان من القطاع، وسط تدهور متسارع في الأوضاع الإنسانية، وغياب لأي أفق لوقف الحرب أو تخفيف معاناة السكان.
سرايا القدس: تدمير آلية عسكرية إسرائيلية في منطقة قيزان النجار جنوب خان يونس
من جانبها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تدمير آلية عسكرية إسرائيلية بتفجير عبوة برميلية شديدة الانفجار، مزروعة مسبقا، بحيط فلل الزعاربة في منطقة قيزان النجار جنوب مدينة خان يونس، بتاريخ 3 حزيران/ يونيو 2025.
أطباء بلا حدود: مستشفى ناصر الأمل الأخير لنساء وأطفال جنوب غزة وسط التهديدات والقصف
من جانبهان أكدت باسكال كوسار، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، أن التصعيد العسكري الإسرائيلي في محيط مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، والأوامر المتكررة بتهجير المدنيين، أجبرت المنظمة على تعديل أنشطتها الطبية داخل المستشفى.
وأوضحت كوسار أن المنظمة نقلت جزءاً من خدماتها الخاصة بعلاج الحروق وجراحة العظام إلى المستشفى الميداني التابع لها في دير البلح، بسبب التهديدات الأمنية المتزايدة وصعوبة الوصول الآمن إلى مرافق الرعاية.
وشددت كوسار على استمرار التزام "أطباء بلا حدود" تجاه مستشفى ناصر، حيث تواصل فرقها العمل في جناحي الأمومة والأطفال، إلى جانب توفير الدعم الفني والتقني، وتنظيم زيارات للخبراء وتقديم الدعم المالي للمرفق.
المستشفى يضمن آخر وحدة عناية خاصة للأطفال وحديثي الولادة
ولفتت إلى أن مستشفى ناصر يضم آخر وحدة عناية مركزة فعّالة للأطفال وحديثي الولادة في جنوب قطاع غزة، وهي وحدة لا يمكن نقلها نظراً لحساسية وخطورة الحالات التي تتعامل معها.
وختمت كوسار بالتأكيد على أن هذا المستشفى يمثل الأمل الأخير لآلاف الفلسطينيين في جنوب غزة، خاصة النساء والأطفال الذين هم بأمسّ الحاجة إلى رعاية طبية عاجلة في ظل الانهيار شبه الكامل للقطاع الصحي.
اقرأ أيضا