قنبلة الاختراق MOP..كيف يمكن أن تشارك واشنطن في ضرب منشآت إيران النووية؟

shutterstock

shutterstock

في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، تزايد الحديث عن احتمال دخول الولايات المتحدة الأميركية في المواجهة، وخاصة في ما يتعلق بملف البرنامج النووي الإيراني.


وبحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست اليوم الأربعاء، فإن انخراط واشنطن إن حدث سيتركز على توجيه ضربات دقيقة تستهدف المنشآت النووية الإيرانية المدفونة تحت الأرض، باستخدام أحد أكثر الأسلحة التقليدية فتكًا في ترسانة الجيش الأميركي: قنبلة GBU-57 المعروفة باسم MOP (Massive Ordnance Penetrator)، أو "قنبلة اختراق الذخائر الضخمة".


قدرات خارقة تحت الأرض


تُعد قنبلة MOP، التي تزن 30 ألف رطل، مصممة خصيصًا لتدمير الأهداف المحصنة والعميقة، مثل المخابئ والأنفاق التي تُستخدم في حماية منشآت التخصيب النووي.


وتستطيع القنبلة اختراق ما يصل إلى 200 قدم من الخرسانة أو الصخور قبل أن تنفجر، بحسب سلاح الجو الأميركي، مع ترجيحات بأن النسخ المطورة من هذا السلاح باتت أكثر قدرة بفعل تحسينات استمرت لعقدين.


ورغم أن القنبلة لم تُستخدم علنًا في عمليات قتالية حتى الآن، فإنها تُخزن وتُحافظ عليها لاستخدام محتمل في حالات نادرة.


ووفق واشنطن بوست، فإن هذه القنبلة ليست مصممة لضرب مساحات واسعة، بل لاستهداف دقيق ومباشر، بفضل نظام توجيه يعتمد على الـGPS وصمام ذكي يستطيع رصد الفراغات والانفجار في التوقيت المثالي داخل العمق.


قاذفات خاصة لتنفيذ المهمة


اللافت أن قاذفات الشبح الأميركية B-2 Spirit هي الطائرات الوحيدة في الخدمة القادرة على حمل قنبلة MOP.


وتشير البيانات إلى وجود 19 طائرة من هذا الطراز، تُعدّ من أكثر الطائرات سرية وتطورًا في العالم، قادرة على الطيران لمسافات شاسعة والتزود بالوقود جوًا.


وقد نفذت هذه القاذفات مهمات طويلة في الماضي، مثل غاراتها على معسكرات "داعش" في ليبيا عام 2017.


وبحسب الصحيفة، فإن سلاح الجو الأميركي أجرى تحديثات تقنية لدمج قنبلة MOP مع طائرات B-2، استعدادًا لاستخدام محتمل ضد أهداف إيرانية في حال صدور قرار سياسي بذلك.


أهداف محتملة في قلب إيران


منشأة فوردو النووية، الواقعة جنوب غرب طهران، تمثل التحدي الأكبر أمام أي هجوم جوي، إذ بُنيت تحت سفح جبل وتحيط بها أنفاق محصنة بجدران سميكة وأبواب مقاومة للانفجارات، وبعضها مخفي تحت أكثر من 300 قدم من الصخور.


ويشير تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتاريخ 31 مايو إلى أن إيران رفعت من إنتاجها لليورانيوم المخصب بنسبة 60% في فوردو، ما يقرّبها من عتبة التخصيب بنسبة 90% اللازمة لصناعة سلاح نووي.


لكن خبراء حذروا من أن تدمير منشأة فوردو لن يكون نهاية البرنامج النووي الإيراني، نظرًا لاحتمال وجود مواقع إضافية غير معلنة.


وقال ريتشارد نيفيو، كبير المفاوضين الأميركيين السابق مع إيران، إن "اختفاء فوردو لا يعني اختفاء التهديد".


ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام


الضربات الإسرائيلية لم تحقق نتائج حاسمة


بحسب واشنطن بوست، فإن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت إيرانية في الأسابيع الأخيرة لم تُحدث أضرارًا لا يمكن إصلاحها في البنية النووية الإيرانية.


فبينما هاجمت إسرائيل محيط منشأة فوردو، لم تتمكن من ضرب المنشأة ذاتها. أما في موقع نطنز، ثاني أكبر منشأة تخصيب، فقد تضررت منشآت فوق الأرض، وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن هناك "آثارًا مباشرة" على قاعات التخصيب تحت الأرض.


وطالت الضربات الإسرائيلية كذلك مواقع نووية حساسة، منها مجمع أصفهان لإنتاج معدن اليورانيوم، ومفاعل أراك للماء الثقيل، ومجمع بارشين العسكري، ومحطة بوشهر للطاقة النووية.


وأكد مدير الوكالة، رافائيل جروسي، أن موقع أصفهان قد قُصف بالفعل، فيما تتواصل التحليلات حول مدى الضرر الذي لحق ببقية المواقع.


خيارات واشنطن: محدودة ولكن حاسمة


ترى الصحيفة أن دخول واشنطن في الحرب سيضيف بُعدًا جديدًا للصراع، وقد يكون متمثلًا في توجيه ضربة "جراحية" ومدروسة لمراكز التخصيب الإيرانية الأكثر تعقيدًا، وبشكل خاص فوردو.


لكن مع ذلك، يؤكد الخبراء أن إيران تمتلك القدرة على إعادة بناء منشآتها، وقد لا يكون التأثير طويل الأمد كما يأمل المخططون العسكريون.


كما أن أي تحرك أميركي مباشر سيُقابل برد إيراني، وفق تهديدات طهران باستهداف القواعد الأميركية في الشرق الأوسط، وهو ما قد يفتح الباب لتوسع رقعة الحرب لتشمل العراق وسوريا واليمن، حيث تنشط فصائل موالية لإيران.


في المحصلة، يبدو أن قنبلة MOP تقف على رأس ترسانة واشنطن لمهمة محتملة قد تغيّر ميزان القوة في المنطقة، لكن نتائجها ستظل رهينة بمدى دقة المعلومات الاستخباراتية، وردود الفعل الإيرانية، وتقديرات واشنطن بشأن ما إذا كان التصعيد في هذه المرحلة يخدم مصالحها الاستراتيجية.


اقرأ أيضا

تصعيد خطير..سلاح الجو الإسرائيلي يستهدف أجهزة الطرد المركزي بطهران

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play