قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه أصدر تعليمات صريحة خلال فترة رئاسته لحرس الحدود بعدم إطلاق النار على المهاجرين غير النظاميين الذين يحاولون عبور الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
ترامب: "لم أسمح بإطلاق النار على أحد"
جاءت تصريحات ترامب خلال مقابلة تلفزيونية بثتها شبكة "فوكس نيوز"، حيث قال: "كنت واضحًا تمامًا مع عناصر حرس الحدود: لا تطلقوا النار على أحد، نحن نريد ضبط الحدود، لكننا لا نريد سفك الدماء."
وأضاف أن ضبط الحدود لا يعني استخدام القوة المفرطة، بل "فرض القانون بحزم وإنسانية"، على حد تعبيره.
ملف الهجرة في قلب الجدل
يأتي هذا التصريح في وقت يتصاعد فيه الجدل حول سياسات الهجرة في الولايات المتحدة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكان ترامب قد تبنّى خلال ولايته الأولى سياسة متشددة تجاه المهاجرين، شملت بناء جدار حدودي وفصل الأطفال عن ذويهم في بعض الحالات.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
انتقادات من اليمين واليسار
بينما رحّب بعض أنصاره بتصريحاته باعتبارها دليلًا على "انضباط مؤسسي"، انتقده آخرون من التيار اليميني المتشدد، معتبرين أن "التساهل في ضبط الحدود يشجع على الفوضى".
من جهة أخرى، اعتبرت منظمات حقوقية أن تصريح ترامب "لا يعفيه من المسؤولية عن سياسات قمعية طُبقت خلال ولايته"، مشيرة إلى أن "الخطاب الإنساني لا يتماشى مع الممارسات التي وثقتها تقارير دولية".
ازدواجية في المعايير؟
في تغطيات إعلامية دولية، أشار بعض المراقبين إلى ما وصفوه بـ"ازدواجية المعايير" في التعامل مع قضايا الحدود، حيث تُنتقد دول في الشرق الأوسط على استخدام القوة ضد المتسللين، بينما تُبرر ممارسات مشابهة في دول غربية.
وفي هذا السياق، أشار محللون إلى أن "الخطاب الأمريكي الرسمي كثيرًا ما ينتقد ما يسميه عدوانًا أو احتلالًا في مناطق مثل فلسطين، بينما يغض الطرف عن ممارسات مشابهة على حدوده الجنوبية".
بين السياسة والإنسانية
تصريحات ترامب الأخيرة تسلط الضوء مجددًا على التوتر القائم بين أمن الحدود وحقوق الإنسان، وبينما يسعى السياسيون إلى كسب أصوات الناخبين عبر مواقف حادة أو معتدلة، يبقى المهاجرون في قلب معادلة معقدة تتقاطع فيها السياسة، والأمن، والكرامة الإنسانية.
طالع أيضًا:
متعاقدون أمريكيون: زملاؤنا استخدموا قنابل صوت ورذاذ فلفل ضد فلسطينيين في غزة